جامع المقاصد فی شرح القواعد جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و إنما نسب إليها لانها سبب في تشريعه ، روى ابن بابويه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : لرجل من بني سعد : " ألا أحدثكم عني و عن فاطمة ؟ إنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، و طحنت بالرحى حتى مجلت ( 1 ) يداها ، و كسحت ( 2 ) البيت حتى اغبرت ثيابها ، و أوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر شديد ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حرما أنت فيه من هذا العمل ، فأتت النبي صلى الله عليه و آله فوجدت عنده حداثا فاستحيت فانصرفت ، فعلم صلى الله عليه و آله أنها عليها السلام جاءت لحاجة ، فغدا علينا و نحن في لفاعنا ( 3 ) ، فقال : السلام عليكم ، فسكتنا و استحيينا لمكاننا ، ثم قال : السلام عليكم ، فسكتنا ، ثم قال : السلام عليكم ، فخشينا ، إن لم نرد عليه أن ينصرف ، و قد كان يفعل ذلك ، فدخل ، و جلس عند رؤوسنا فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد ؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم ، فاخرجت رأسي فقلت : أنا و الله أخبرك يا رسول الله ، إنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، و جرت الرحى حتى مجلت يداها ، و كسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، و أوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حر ما أنت فيه من العمل ، قال : أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا و ثلاثين تكبيرة ، و سبحا ثلاثا و ثلاثين ، و أحمدا ثلاثا و ثلاثين فاخرجت فاطمة عليها السلام راسها ، فقالت : رضيت عن الله و عن رسوله ، رضيت عن الله و عن رسوله " ( 4 ) .
1 - قال الطريحي في مجمع البحرين ( مجل ) 5 : 472 بعد أن ذكر نص هذا المقطع من الحديث : هو من قولهم : مجلت يده - كنصر و فرح - تمجل مجلا إذا ثخن جلدها و تعجز و ظهر فيما ما يشبه البثر من العمل بالاشياء الصلبة الخشنة . 2 - كسحت البيت كسحا أي : كنسته ، مجمع البحرين ( كسح ) 2 : 406 . 3 - اللفاع - بالكسر - : اللحاف ، مجمع البحرين ( لفع ) 4 : 388 . 4 - الفقية 1 : 211 حديث 947 .