جامع المقاصد فی شرح القواعد جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
[ و الصبا على الخد الايسر و الشمال على الكتف الايمن . و الغربي لاهل المغرب ، و علامتهم جعل الثريا على اليمين ، و العيوق على اليسار ، و الجدي على صفحة الخد الايسر . ] قوله : ( و الصبا على الخد الايسر ، و الشمال على الخد الايمن ) . كما أن الكواكب يستدل بها على القبلة فكذا الرياح ، لان الجهة يستفاد بها إذا علمت ، إلا أن اضطرابها كثير ، فلذلك كانت علامة ضعيفة يقل الوثوق بها . إذا تقرر ذلك ، فالصبا مهبها ما بين مطلع الشمس إلى الجدي ، قال في الذكرى : و قد يقال : إن هبوبها من مطلع الشمس يجعله الشامي على الخد الايسر و الشمال مهبها من الجدي إلى مغرب الشمس الاعتدالي مارة إلى مهب الجنوب يجعلها أيضا على الخد الايمن ( 1 ) . فإن قلت : إن علم مهب الرياح علم بذلك جهة القبلة فلا يعتد بالرياح حينئذ ، و إلا لم تفد شيئا إذ لا يتميز ، قلت : قد تعلم الرياح بعلامات أخر و قرائن تنضم إليها ، مثل نعومتها و شدة بردها ، و إثارتها للسحاب و المطر و أضداد ذلك ، إلا أن اتفاق ما يميزها بحيث يوثق بها قليل ، فمن ثم كانت علامة ضعيفة . قوله : ( و الغربي لاهل المغرب ، و علامتهم جعل الثريا على اليمين و العيوق على اليسار ) . أي : و الركن الغربي لاهل الغرب و من و الاهم ، و من علامتهم جعل الثريا على اليمين ، و العيوق بالتشديد : و هو نجم أحمر مضئ في طرف المجرة الايمن ، يتلو الثريا لا يتقدمها ، قاله في القاموس ( 2 ) على اليسار ، و ذلك عند طلوعهما ، كما نبه عليه في الذكرى ( 3 ) و غيرها ( 4 ) . قوله : ( و الجدي على صفحة الخد الايسر ) . المراد به حال استقامتة .
1 - الذكرى : 162 . 2 - القاموس ( عوق ) : 3 : 270 . 3 - الذكرى : 163 . 4 - الدروس : 30 ، و البيان : 53 .