تنقیح فی شرح العروة الوثقی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
في بضع ساعات ، فاعجابه بعبادته الضئيلة التي استمد مباديها منه تعالى و الحقيرة تجاه تلكم النعم العظيمة و هو بهذه المثابة من العجز بحيث لا يستطيع من اداء شكر نعمة الوجود فقط ، فضلا عن ساير النعم في غاية القبح و الوهن ، بل لا يكاد يجتمع مع سلامة العقل الا إذا فرض محالا انه واجب وجود ثان ، فلعل مثله يتمكن من اداء شكره لعدم انتساب وجوده اليه تعالى .و اما حكمه تشريعا فلا ينبغي التأمل في حرمته لاوله إلى هتك حرمة المولى و تحقير نعمه اذ المعجب بعمله يرى نفسه مقصر تجاه نعم ربح ه لانه قد اتي بما يساويها أو يزيد عليها فلا يرى - و العياذ بالله - فضلا له تعالى عليه و هو من أعظم الكبائر و الجرائم ( 1 ) .على ان النصوص الكثيرة و فيها المعتبرة قد دلت على الحرمة .فمنها : ما رواه الكليني باسناده عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ( ع ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله قال الله تعالى : " إن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده و لذيذ وساده فيجتهد لي الليالي فيتعب ( 1 ) هذا وجيه لو أريد بالعجب ذلك دون ما كان خارجا عن الاختيار مما لا يصح تعلق التكليف به كالذي يعرض في الا ثناء من الهواجس و الخاطر أو الاعتقاد الراسخ الناشي من ضم الصغرى إلى الكبرى و ان كان مخطئا في الاستنتاج لاستناد مباديه إلى نوع من الجهل ، و الغرور ، فانه بهذا المعنى صفة نفسانية مسبوقة بالعزم و الاراده لتقع موردا للتكليف و عليه يبتنى ما اختاره المحقق الهمداني ( فده ) من إنكار الحرمة كما صرح به في كتاب الطهارة من مصباح الفقية ص 123 .و اختاره دام ظله هناك .