تنقیح فی شرح العروة الوثقی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
عن أبي الحسن ( ع ) قال : سألته عن العجب الذي يفسد العمل ، فقال : العجب درجات : منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب انه يحسن صنعا ، و منها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله عز و جل و لله عليه فيه المن ( 1 ) .فان السند صحيح إذ الظاهر ان المراد بالرواي هو علي بن سويد السائي الذي وثقه الشيخ من معارض و قد دلت على ان مفسدية العجب في الجملة امر مسلم مفروغ عنه عند الراوي ، و قد اقره الامام ( ع ) على ذلك .و لكن الظاهر انها دالة على البطلان فيما نحن فيه ، فان الفساد في الدرجة الاولى لم يطرء على العمل الصحيح الذي هو محل الكلام ، بل العمل كان فاسدا من الاول ، و إن حسب المعجب انه يحسن صنعا ، فتوصيف العجب بالمفسديه من قبيل قولنا ضيق فم الركية ، و قوله تعالى : " يريد الله ليذهب عنكم الرجس " .كما لا يخفى .و أما في الدرجة الثانية فالفساد أيضا واضح ، ضرورة ان المن مبطل للعمل ، كما يكشف عنه قوله تعالى : " و لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الاذى " فان المنة إذا كانت مبطلة للصدقة المعطاة للفقير ، فكيف لا تبطل الايمان بالله الغنى .و أين هذا كله من الفساد و الذي نتكلم حوله من إعجاب المرء بعبادته بحيث يرى نفسه مقصر في مقام العبودية ، و مؤديا لحق الربوبية .نعم هو مبفوض و محرم كما تقدم ، إلا ان ابطاله للعمل
1 - الوسائل : باب 23 من أبواب مقدمة العبادات حديث 5 .