مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الجواب: الأخبار دالة على أن قائل هذاالقول هو جبريل، و إنما ذكر قوله: وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ في مقابلةقوله: وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ و منالناس من قال: إن قائل هذا القول هو اللَّهتعالى، لأنه ذكر بعده فَالْيَوْمَنُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ إلى قوله: وَ إِنَّكَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنالَغافِلُونَ و هذا الكلام ليس إلا كلاماللَّه تعالى.

السؤال الثاني:

ظاهر اللفظ يدل على أنهإنما لم تقبل توبته للمعصية المتقدمة والفساد السابق،

و صحة هذا التعليل لا تمنع من قبول التوبة.

و الجواب:

مذهب أصحابنا أن قبول التوبةغير واجب عقلا، و أحد دلائلهم على صحة ذلكهذه الآية.

و أيضا فالتعليل ما وقع بمجرد المعصيةالسابقة، بل بتلك المعصية مع كونه منالمفسدين.

السؤال الثالث:

هل يصح أن جبريل عليهالسلام أخذ يملأ فمه من الطين لئلا يتوبغضبا عليه.

و الجواب:

الأقرب أنه لا يصح، لأن في تلكالحالة إما أن يقال التكليف كان ثابتا أوما كان ثابتا، فإن كان ثابتا لم يجز علىجبريل عليه السلام أن يمنعه من التوبة، بليجب عليه أن يعينه على التوبة و على كلطاعة، لقوله تعالى: وَ تَعاوَنُوا عَلَىالْبِرِّ وَ التَّقْوى‏ وَ لا تَعاوَنُواعَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ [المائدة:2] و أيضا فلو منعه بما ذكروه لكانت التوبةممكنة، لأن الأخرس قد يتوب بأن يندم بقلبهو يعزم على ترك معاودة القبيح، و حينئذ لايبقى لما فعله جبريل عليه السلام فائدة، وأيضا لو منعه من التوبة لكان قد رضي ببقائهعلى الكفر، و الرضا بالكفر كفر، و أيضافكيف يليق باللَّه تعالى أن يقول لموسى وهرون عليهما السلام: فَقُولا لَهُ قَوْلًالَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْيَخْشى‏ [طه: 44] ثم يأمر جبريل عليه السلامبأن يمنعه من الإيمان، و لو قيل: إن جبريلعليه السلام إنما فعل ذلك من عند نفسه لابأمر اللَّه تعالى، فهذا يبطله قول جبريلوَ ما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِرَبِّكَ [مريم:

64] و قوله تعالى في صفتهم: وَ هُمْ مِنْخَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء: 28] وقوله: لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:27] و أما إن قيل: إن التكليف كان زائلا عنفرعون في ذلك الوقت، فحينئذ لا يبقى لهذاالفعل الذي نسب جبريل إليه فائدة أصلا.

ثم قال تعالى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَبِبَدَنِكَ‏

و فيه وجوه: الأول: نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَأي نلقيك بنجوة من الأرض و هي المكانالمرتفع. الثاني: نخرجك من البحر و نخلصكمما وقع فيه قومك من قعر البحر، و لكن بعدأن تغرق. و قوله: بِبَدَنِكَ في موضعالحال، أي في الحال التي أنت فيه حينئذ لاروح فيك. الثالث: أن هذا و عد له بالنجاةعلى سبيل التهكم، كما في قوله:فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [آلعمران: 21] كأنه قيل له ننجيك لكن هذه النجاةإنما تحصل لبدنك لا لروحك، و مثل هذاالكلام قد يذكر على سبيل الاستهزاء كمايقال: نعتقك و لكن بعد الموت، و نخلصك منالسجن و لكن بعد أن تموت. الرابع: قرأ بعضهمنُنَجِّيكَ بالحاء المهملة، أي نلقيكبناحية مما يلي البحر، و ذلك أنه طرح بعدالغرق بجانب من جوانب البحر. قال كعب: رماهالماء إلى الساحل كأنه ثور.

و أما قوله: بِبَدَنِكَ ففيه وجوه: الأول:ما ذكرنا أنه في موضع الحال، أي في الحالالتي كنت بدنا محضا من غير روح. الثاني:المراد ننجيك ببدنك كاملا سويا لم تتغير.الثالث: نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ أي نخرجكمن البحر عريانا من غير لباس. الرابع:نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ أي بدرعك، قالالليث: البدن هو الدرع الذي يكون قصيرالكمين، فقوله: بِبَدَنِكَ أي بدرعك، وهذا منقول عن ابن عباس قال: كان عليه درع منذهب يعرف‏

/ 173