مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الملائكة و الأنبياء فكيف يمكن حمل اللفظعليه، و أما قوله إن ذلك محمول على أنهمكانوا يستثقلون سماع كلام رسول اللَّهصلّى الله عليه وسلّم و إبصار صورته.

فالجواب أنه تعالى نفى الاستطاعة فحملهعلى معنى آخر خلاف الظاهر، و أيضا أن حصولذلك الاستثقال إما أن يمنع من الفهم والوصول إلى الغرض أو لم يمنع، فإن منع فهوالمقصود، و إن لم يمنع منه فحينئذ كان ذلكسببا أجنبيا عن المعاني المعتبرة في الفهمو الإدراك، و لا تختلف أحوال القلب فيالعلم و المعرفة بسببه، فكيف يمكن جعلهذما لهم في هذا المعرض، و أيضا قد بينامرارا كثيرة في هذا الكتاب أن حصول الفعلمع قيام الصارف محال، فلما بين تعالى كونهذا المعنى صارفا عن قبول الدين الحق و بينفيه أنه حصل حصولا على سبيل اللزوم بحيث لايزول ألبتة في ذلك الوقت كان المكلف في ذلكالوقت ممنوعا عن الإيمان، و حينئذ يحصلالمطلوب، و أما قوله فإنا نجعل هذه الصفةمن صفة الأوثان فبعيد لأنه تعالى قال:يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ثم قال: ماكانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ فوجب أنيكون الضمير في هذه الآية المتأخرة عائداإلى عين ما عاد إليه الضمير المذكور في هذهالآية الأولى. و أما قوله: وَ ما كانُوايُبْصِرُونَ فقيل: المراد منه البصيرة، وقيل: المراد منه أنهم عدلوا عن إبصار مايكون حجة لهم.

الصفة الثانية عشرة:

قوله: أُولئِكَالَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ‏

و معناه أنهم اشتروا عبادة الآلهة بعبادةاللَّه تعالى فكان هذا الخسران أعظم وجوهالخسران.

الصفة الثالثة عشرة:

قوله: وَ ضَلَّعَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ‏

و المعنى أنهم لما باعوا الدين بالدنيافقد خسروا، لأنهم أعطوا الشريف، و رضوابأخذ الخسيس، و هذا عين الخسران في الدنياثم في الآخرة فهذا الخسيس يضيع و يهلك و لايبقى منه أثر، و هو المراد بقوله: وَ ضَلَّعَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ.

الصفة الرابعة عشرة:

قوله: لا جَرَمَأَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُالْأَخْسَرُونَ‏

و تقريره ما تقدم، و هو أنه لما أعطىالشريف الرفيع و رضي بالخسيس الوضيع فقدخسر في التجارة. ثم لما كان هذا الخسيسبحيث لا يبقى بل لا بد و أن يهلك و يفنىانقلبت تلك التجارة إلى النهاية في صفةالخسارة، فلهذا قال: لا جَرَمَ أَنَّهُمْفِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ وقوله لا جَرَمَ قال الفراء: إنها بمنزلةقولنا لا بد و لا محالة، ثم كثر استعمالهاحتى صارت بمنزلة حقا، تقول العرب: لا جرمأنك محسن، على معنى حقا إنك محسن، و أماالنحويون فلهم فيه وجوه: الأول: لا حرف نفيو جزم، أي قطع، فإذا قلنا: لا جرم معناه أنهلا قطع قاطع عنهم أنهم في الآخرة همالأخسرون. الثاني: قال الزجاج إن كلمة لانفي لما ظنوا أنه ينفعهم، و جَرَمَ معناهكسب ذلك الفعل، و المعنى: لا ينفعهم ذلك وكسب ذلك الفعل لهم الخسران في الدنيا والآخرة، و ذكرنا جَرَمَ بمعنى كسب فيتفسير قوله تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْشَنَآنُ قَوْمٍ [المائدة: 2] قال الأزهري، وهذا من أحسن ما قيل في هذا الباب، الثالث:قال سيبويه و الأخفش: لا رد على أهل الكفركما ذكرنا و جرم معناه حق و صحح، و التأويلأنه حق كفرهم وقوع العذاب و الخسران بهم. واحتج سيبويه بقول الشاعر:




  • و لقد طعنت أبا عيينة طعنة
    جرمت فزاةبعدها أن يغضبوا



  • جرمت فزاةبعدها أن يغضبوا
    جرمت فزاةبعدها أن يغضبوا



أراد حقت الطعنة فزارة أن يغضبوا.

/ 173