مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الْعالَمِينَ و قال الكلبي: قوله:سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ علم بين أهل الجنةو الخدام، فإذا سمعوا ذلك من قولهم أتوهمبما يشتهون. و اعلم أن هذا القول عندي ضعيفجدا، و بيانه من وجوه: أحدها: أن حاصل هذاالكلام يرجع إلى أن أهل الجنة جعلوا هذاالذكر العالى المقدس علامة على طلبالمأكول و المشروب و المنكوح، و هذا فيغاية الخساسة. و ثانيها: أنه تعالى قال فيصفة أهل الجنة: وَ لَهُمْ ما يَشْتَهُونَفإذا اشتهوا أكل ذلك الطير، فلا حاجة بهمإلى الطلب، و إذا لم يكن بهم حاجة إلىالطلب، فقد سقط هذا الكلام. و ثالثها: أنهذا يقتضي صرف الكلام عن ظاهره الشريفالعالي إلى محمل خسيس لا إشعار للفظ به، وهذا باطل.

الوجه الثاني:

في تأويل هذه الآية أن نقول:المراد اشتغال أهل الجنة بتقديس اللَّهسبحانه و تمجيده و الثناء عليه، لأجل أنسعادتهم في هذا الذكر و ابتهاجهم به وسرورهم به، و كمال حالهم لا يحصل إلا منه،و هذا القول هو الصحيح الذي لا محيد عنه ثمعلى هذا التقدير ففي الآية وجوه: أحدها:قال القاضي: إنه تعالى وعد المتقينبالثواب العظيم، كما ذكر في أول هذهالسورة من قوله: لِيَجْزِيَ الَّذِينَآمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِبِالْقِسْطِ [يونس: 4] فإذا دخل أهل الجنةالجنة، و وجدوا تلك النعم العظيمة، عرفواأن اللَّه تعالى كان صادقا في وعده إياهمبتلك النعم، فعند هذا قالوا: سُبْحانَكَاللَّهُمَّ أي نسبحك عن الخلف في الوعد والكذب في القول. و ثانيها: أن نقول: غايةسعادة السعداء، و نهاية درجات الأنبياء والأولياء استسعادهم بمراتب معارف الجلال.

و اعلم أن معرفة ذات اللَّه تعالى والاطلاع على كنه حقيقته مما لا سبيل للخلقإليه، بل الغاية القصوى معرفة صفاتهالسلبية أو صفاته الإضافية. أما الصفاتالسلبية فهي المسماة بصفات الجلال، و أماالصفات الإضافية فهي المسماة بصفاتالإكرام، فلذلك كان كمال الذكر العاليمقصورا عليها، كما قال سبحانه و تعالى:

تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ [الرحمن: 78] و كان صلّى اللهعليه وسلّم يقول: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام» و لما كانت السلوب متقدمةبالرتبة على الإضافات، لا جرم كان ذكرالجلال متقدما على ذكر الإكرام في اللفظ. وإذا ثبت أن غاية سعادة السعداء ليس إلا فيهذين المقامين، لا جرم ذكر اللَّه سبحانهو تعالى كونهم مواظبين على هذا الذكرالعالي المقدس، و لما كان لا نهاية لمعارججلال اللَّه و لا غاية لمدارج إلهيته وإكرامه و إحسانه، فكذلك لا نهاية لدرجاتترقي الأرواح المقدسة في هذه المقاماتالعلية الإلهية. و ثالثها: أن الملائكةالمقربين كانوا قبل تخليق آدم عليه السلاممشتغلين بهذا الذكر، ألا ترى أنهم قالوا:وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ [البقرة: 30] فالحق سبحانهألهم السعداء من أولاد آدم، حتى أتوا بهذاالتسبيح و التحميد، ليدل ذلك على أن الذيأتى به الملائكة المقربون قبل خلق العالممن الذكر العالي، فهو بعينه أتى بهالسعداء من أولاد آدم عليه السلام، بعدانقراض العالم، و لما كان هذا الذكرمشتملا على هذا الشرف العالي، لا جرم جاءتالرواية بقراءته في أول الصلاة، فإنالمصلي إذا كبر قال: «سبحانك اللهم و بحمدكتبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك».

المرتبة الثالثة:

من مراتب سعادات أهلالجنة قوله تعالى: وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهاسَلامٌ‏

قال المفسرون: تحية بعضهم لبعض تكونبالسلام، و تحية الملائكة لهم بالسلام،كما قال تعالى: وَ الْمَلائِكَةُيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍسَلامٌ عَلَيْكُمْ [الرعد: 23] و تحيةاللَّه تعالى لهم أيضا بالسلام كما قالتعالى: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍ‏

/ 173