مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اعلم أنه تعالى لما دعا عباده إلى دارالسلام، ذكر السعادات التي تحصل لهم فيهافقال: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏وَ زِيادَةٌ فيحتاج إلى تفسير هذه الألفاظالثلاثة.

أما اللفظ الأول: و هو قوله: لِلَّذِينَأَحْسَنُوا فقال ابن عباس: معناه: للذينذكروا كلمة لا إله إلا اللَّه.

و قال الأصم: معناه: للذين أحسنوا في كل ماتعبدوا به، و معناه: أنهم أتوا بالمأمور بهكما ينبغي، و اجتنبوا المنهيات من الوجهالذي صارت منهيا عنها.

و القول الثاني:

أقرب إلى الصواب لأنالدرجات العالية لا تحصل إلا لأهلالطاعات.

و أما اللفظ الثاني: و هو الْحُسْنى‏ فقالابن الأنباري: الحسنى في اللغة تأنيثالأحسن، و العرب توقع هذه اللفظة علىالحالة المحبوبة و الخصلة المرغوب فيها، ولذلك لم تؤكد، و لم تنعت بشي‏ء، و قال صاحب«الكشاف»: المراد: المثوبة الحسنى و نظيرهذه الآية قوله: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِإِلَّا الْإِحْسانُ [الرحمن:

60].

و أما اللفظ الثالث: و هو الزيادة فنقول:هذه الكلمة مبهمة، و لأجل هذا اختلف الناسفي تفسيرها، و حاصل كلامهم يرجع إلى قولين:

القول الأول:

أن المراد من منها رؤيةاللَّه سبحانه و تعالى قالوا: و الدليلعليه النقل و العقل.

أما النقل: فالحديث الصحيح الوارد فيه، وهو أن الحسنى هي الجنة، و الزيادة هي النظرإلى اللَّه سبحانه و تعالى.

و أما العقل: فهو أن الحسنى لفظة مفردة دخلعليها حرف التعريف، فانصرف إلى المعهودالسابق، و هو دار السلام و المعروف منالمسلمين و المتقرر بين أهل الإسلام منهذه اللفظة هو الجنة، و ما فيها من المنافعو التعظيم. و إذا ثبت هذا، وجب أن يكونالمراد من الزيادة أمرا مغايرا لكل ما فيالجنة من المنافع و التعظيم، و إلا لزمالتكرار و كل من قال بذلك قال: إنما هي رؤيةاللَّه تعالى فدل ذلك على أن المراد من هذهالزيادة:

الرؤية. و مما يؤكد هذا وجهان: الأول: أنهتعالى قال: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌإِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ [القيامة: 22، 23]فأثبت لأهل الجنة أمرين: أحدهما: نضرةالوجوه‏و الثاني: النظر إلى اللَّهتعالى، و آيات القرآن يفسر بعضها بعضافوجب حمل الحسنى ههنا على نضرة الوجوه، وحمل الزيادة على رؤية اللَّه تعالى.الثاني: أنه تعالى قال لرسوله صلّى اللهعليه وسلّم: وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّرَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً[الإنسان: 20] أثبت له النعيم، و رأية الملكالكبير، فوجب ههنا حمل الحسنى و الزيادةعلى هذين الأمرين.

القول الثاني:

أنه لا يجوز حمل هذهالزيادة على الرؤية. قالت المعتزلة و يدلعلى ذلك وجوه: الأول:

أن الدلائل العقلية دلت على أن رؤيةاللَّه تعالى ممتنعة. و الثاني: أن الزيادةيجب أن تكون من جنس المزيد عليه، و رؤيةاللَّه تعالى ليست من جنس نعيم الجنة.الثالث: أن الخبر الذي تمسكتم به في هذاالباب هو ما روي أن الزيادة، هي النظر إلىوجه اللَّه تعالى، و هذا الخبر يوجبالتشبيه، لأن النظر عبارة عن تقليب الحدقةإلى جهة المرئي و ذلك يقتضي كون المرئي فيالجهة، لأن الوجه اسم للعضو المخصوص، وذلك أيضا يوجب التشبيه فثبت أن هذا اللفظلا يمكن حمله على الرؤية، فوجب حمله علىشي‏ء آخر، و عند هذا قال الجبائي: الحسنىعبارة عن الثواب المستحق، و الزيادة هي مايزيده اللَّه تعالى على هذا الثواب منالتفضل‏

/ 173