مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال: و الذي يدل على صحته: القرآن و أقوالالمفسرين.

أما القرآن: فقوله تعالى:لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ [فاطر: 30].

و أما أقوال المفسرين: فنقل عن علي رضياللَّه عنه أنه قال: الزيادة غرفة من لؤلؤةواحدة. و عن ابن عباس: أن الحسنى هي الحسنة،و الزيادة عشر أمثالها و عن الحسن: عشرأمثالها إلى سبعمائة ضعف، و عن مجاهد:الزيادة مغفرة اللَّه و رضوانه. و عن يزيدبن سمرة: الزيادة أن تمر السحابة بأهلالجنة فتقول:

ما تريدون أن أمطركم فلا يريدون شيئا إلاأمطرتهم. أجاب أصحابنا عن هذه الوجوهفقالوا: أما قولكم إن الدلائل العقلية دلتعلى امتناع رؤية اللَّه تعالى فهذا ممنوع،لأنا بينا في كتب الأصول أن تلك الدلائل فيغاية الضعف و نهاية السخافة، و إذا لم يوجدفي العقل ما يمنع من رؤية اللَّه تعالى وجاءت الأخبار الصحيحة بإثبات الرؤية، وجبإجراؤها على ظواهرها. أما قوله الزيادةيجب أن تكون من جنس المزيد عليه فنقول:المزيد عليه، إذا كان مقدرا بمقدار معين،وجب أن تكون الزيادة عليه مخالفة له.

مثال الأول: قول الرجل لغيره: أعطيتك عشرةأمداد من الحنطة و زيادة، فههنا يجب أنتكون تلك الزيادة من الحنطة.

و مثال الثاني: قوله أعطيتك الحنطة وزيادة، فههنا يجب أن تكون تلك الزيادة غيرالحنطة، و المذكور في هذه الآية لفظالْحُسْنى‏ و هي الجنة، و هي مطلقة غيرمقدرة بقدر معين، فوجب أن تكون تلكالزيادة عليها شيئا مغايرا لكل ما فيالجنة. و أما قوله: الخبر المذكور في هذاالباب، اشتمل على لفظ النظر، و على إثباتالوجه للَّه تعالى، و كلاهما يوجبانالتشبيه فنقول: هذا الخبر أفاد إثباتالرؤية، و أفاد إثبات الجسمية. ثم قامالدليل على أنه ليس بجسم، و لم يقم الدليلعلى امتناع رؤيته، فوجب ترك العمل بما قامالدليل على فساده فقط، و أيضا فقد بينا أنلفظ هذه الآية يدل على أن الزيادة هيالرؤية من غير حاجة تنافي تقرير ذلكالخبر، و اللَّه أعلم.

و اعلم أنه تعالى لما شرح ما يحصل لأهلالجنة من السعادات، شرح بعد ذلك الآفاتالتي صانهم اللَّه بفضله عنها، فقال: وَ لايَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لاذِلَّةٌ و المعنى: لا يغشاها قتر، و هيغبرة فيها سواد وَ لا ذِلَّةٌ و لا أثرهوان و لا كسوف.

فالصفة الأولى:

هي قوله تعالى: وُجُوهٌيَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌتَرْهَقُها قَتَرَةٌ [عبس: 40].

و الصفة الثانية:

هي قوله تعالى: وُجُوهٌيَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ[الغاشية: 2، 3] و الغرض من نفي هاتينالصفتين، نفي أسباب الخوف و الحزن و الذلعنهم، ليعلم أن نعيمهم الذي ذكره اللَّهتعالى خالص غير مشوب بالمكروهات، و أنه لايجوز عليهم ما إذا حصل غير صفحة الوجه، ويزيل ما فيها من النضارة و الطلاقة، ثم بينأنهم خالدون في الجنة لا يخافون الانقطاع.

و اعلم أن علماء الأصول قالوا: الثوابمنفعة خالصة دائمة مقرونة بالتعظيم،فقوله: وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلى‏ دارِالسَّلامِ [يونس: 25] يدل على غاية التعظيم.و قوله: لِلَّذِينَ أَحْسَنُواالْحُسْنى‏ وَ زِيادَةٌ يدل على حصولالمنفعة و قوله: وَ لا يَرْهَقُوُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ يدل علىكونها خالصة و قوله: أُولئِكَ أَصْحابُالْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ إشارةإلى كونها دائمة آمنة من الانقطاع واللَّه أعلم.

/ 173