مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و إنما الشأن في أنهم يتخذون أصناما علىصورة الأرواح الفلكية و يعبدونها ويتوقعون حصول النفع و الضر منها لا جرم كانسعي أكثر الأنبياء في المنع من عبادةالأوثان، فكان الأمر على هذا القانون فيزمان يوسف عليه السلام،

فلهذا السبب شرع ههنا في ذكر ما يدل علىفساد القول بعبادة الأصنام و ذكر أنواعامن الدلائل و الحجج.

الحجة الأولى: قوله: أَ أَرْبابٌمُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُالْواحِدُ الْقَهَّارُ

و تقرير هذه الحجة أن نقول: إن اللَّهتعالى بين أن كثرة الآلهة توجب الخلل والفساد في هذا العالم و هو قوله: لَوْ كانَفِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُلَفَسَدَتا [الأنبياء: 22] فكثرة الآلهةتوجب الفساد و الخلل، و كون الإله و احدايقتضي حصول النظام و حسن الترتيب فلما قررهذا المعنى في سائر الآيات قال ههنا: أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِاللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ و المرادمنه الاستفهام على سبيل الإنكار.

و الحجة الثانية: أن هذه الأصنام معمولةلا عاملة و مقهورة لا قاهرة،

فإن الإنسان إذا أراد كسرها و إبطالها قدرعليها فهي مقهورة لا تأثير لها، و لا يتوقعحصول منفعة و لا مضرة من جهتها و إلهالعالم فعال قهار قادر يقدر على إيصالالخيرات و دفع الشرور و الآفات فكانالمراد أن عبادة الآلهة المقهورة الذليلةخير أم عبادة اللَّه الواحد القهار،فقوله: أَ أَرْبابٌ إشارة إلى الكثرة فجعلفي مقابلته كونه تعالى و احدا و قوله:مُتَفَرِّقُونَ إشارة إلى كونها مختلفةفي الكبر و الصغر، و اللون و الشكل، و كلذلك إنما حصل بسبب أن الناحت و الصانعيجعله على تلك الصورة فقوله:مُتَفَرِّقُونَ إشارة إلى كونها مقهورةعاجزة و جعل في مقابلته كونه تعالى قهارافبهذا الطريق الذي شرحناه اشتملت هذهالآية على هذين النوعين الظاهرين.

و الحجة الثالثة: أن كونه تعالى واحدايوجب عبادته،

لأنه لو كان له ثان لم نعلم من الذي خلقناو رزقنا و دفع الشرور و الآفات عنا، فيقعالشك في أنا نعبد هذا أم ذاك، و فيه إشارةإلى ما يدل على فساد القول بعبادة الأوثانو ذلك لأن بتقدير أن تحصل المساعدة علىكونها نافعة ضارة إلا أنها كثيرة فحينئذلا نعلم أن نفعنا و دفع الضرر عنا حصل منهذا الصنم أو من ذلك الآخر أو حصلبمشاركتهما و معاونتهما، و حينئذ يقع الشكفي أن المستحق للعبادة هو هذا أم ذاك أماإذا كان المعبود و احدا ارتفع هذا الشك وحصل اليقين في أنه لا يستحق للعبادة إلا هوو لا معبود للمخلوقات و الكائنات إلا هو،فهذا أيضا وجه لطيف مستنبط من هذه الآية.

الحجة الرابعة: أن بتقدير أن يساعد على أنهذه الأصنام تنفع و تضر على ما يقوله أصحابالطلسمات‏

إلا أنه لا نزاع في أنها تنفع في أوقاتمخصوصة و بحسب آثار مخصوصة، و الإله تعالىقادر على جميع المقدورات فهو قهار علىالإطلاق نافذ المشيئة و القدرة في كلالممكنات على الإطلاق فكان الاشتغالبعبادته أولى.

الحجة الخامسة: و هي شريفة عالية،

و ذلك لأن شرط القهار أن لا يقهره أحد سواهو أن يكون هو قهارا لكل ما سواه و هذا يقتضيأن يكون الإله واجب الوجود لذاته إذ لو كانممكنا لكان مقهورا لا قاهرا و يجب أن يكونو احدا، إذ لو حصل في الوجود و اجبان لماكان قاهرا لكل ما سواه، فالإله لا يكونقهارا إلا إذا كان واجبا لذاته و كان واحدا، و إذا كان المعبود يجب أن يكون كذلكفهذا يقتضي أن يكون الإله شيئا غير الفلك وغير الكواكب و غير النور و الظلمة و غيرالعقل و النفس. فأما من تمسك بالكواكب فهيأرباب متفرقون و هي ليست موصوفة بأنهاقهارة، و كذا القول في الطبائع و الأرواح والعقول و النفوس فهذا الحرف الواحد كاففي‏

/ 172