مفاتیح الشرائع جلد 18
لطفا منتظر باشید ...
بكلمات اللَّه التامة من كل شيطان و هامةو من كل عين لامة» و يقول هكذا كان يعوذإبراهيم إسمعيل و إسحق صلوات اللَّهعليهم. و الثالث: ما روى عبادة بن الصامتقال: دخلت على رسول اللَّه صلّى الله عليهوسلّم في أول النهار فرأيته شديد الوجع ثمعدت إليه آخر النهار فرأيته معافى فقال:«إن جبريل عليه السلام أتاني فرقاني فقال:بسم اللَّه أرقيك من كل شيء يؤذيك و من كلعين و حاسد اللَّه يشفيك» قال فأفقت، والرابع: روي أن بني جعفر بن أبي طالب كانواغلمنا بيضا فقالت أسماء: يا رسول اللَّه إنالعين إليهم سريعة أفأسترقي لهم من العينفقال لها نعم. و الخامس: دخل رسول اللَّهصلّى الله عليه وسلّم بيت أم سلمة و عندهاصبي يشتكي فقالوا: يا رسول اللَّه أصابتهالعين فقال أفلا تسترقون له من العين. والسادس: قوله عليه السلام: «العين حق و لوكان شيء يسبق القدر لسبقت العين القدر» والسابع: قالت عائشة رضي اللَّه عنها: كنيأمر العائن أن يتوضأ ثم يغسل منه المعينالذي أصيب بالعين.المقام الثاني: في الكشف عن ماهيته فنقول:إن أبا علي الجبائي أنكر هذا المعنىإنكارا بليغا و لم يذكر في إنكاره شبهةفضلا عن حجة، و أما الذين اعترفوا به وأقروا بوجوده فقد ذكروا فيه وجوها: الأول:قال الحافظ: إنه يمتد من العين أجزاء فتصلبالشخص المستحسن فتؤثر فيه و تسري فيهكتأثير اللسع و السم و النار، و إن كانمخالفا في جهة التأثير لهذه الأشياء قالالقاضي: و هذا ضعيف لأنه لو كان الأمر كماقال، لوجب أن يؤثر في الشخص الذي لا يستحسنكتأثيره في المستحسن و اعلم أن هذاالاعتراض ضعيف و ذلك لأنه إذا استحسن شيئافقد يحب بقاءه كما إذا استحسن ولد نفسه وبستان نفسه، و قد يكره بقاءه أيضا كما إذاأحس الحاسد بشيء حصل لعدوه، فإن كانالأول فإنه يحصل له عند ذلك الاستحسان خوفشديد من زواله و الخوف الشديد يوجب انحصارالروح في داخل القلب فحينئذ يسخن القلب والروح جدا، و يحصل في الروح الباصرة كيفيةقوية مسخنة و إن كان الثاني: فإنه يحصل عندذلك الاستحسان حسد شديد و حزن عظيم بسببحصول تلك النعمة لعدوه. و الحزن أيضا يوجبانحصار الروح في داخل القلب و يحصل فيهسخونة شديدة، فثبت أن عند الاستحسان القويتسخن الروح جدا فيسخن شعاع العين بخلاف ماإذا لم يستحسن فإنه لا تحصل هذه السخونةفظهر الفرق بين الصورتين، و لهذا السببأمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم العائنبالوضوء و من أصابته العين بالاغتسال.الوجه الثاني: قال أبو هاشم و أبو القاسمالبلخي إنه لا يمتنع أن تكون العين حقا، ويكون معناه أن صاحب العين إذا شاهد الشيءو أعجب به استحسانا كان المصلحة له فيتكليفه أن يغير اللَّه ذلك الشخص و ذلكالشيء حتى لا يبقى قلب ذلك المكلف متعلقابه، فهذا المعنى غير ممتنع، ثم لا يبعدأيضا أنه لو ذكر ربه عند تلك الحالة و عدلعن الإعجاب و سأل ربه تقية ذلك، فعندهتتعين المصلحة و لما كانت هذه العادةمطردة لا جرم قيل العين حق.الوجه الثالث: و هو قول الحكماء قالوا هذاالكلام مبني على مقدمة و هي أنه ليس من شرطالمؤثر أن يكون تأثيره بحسب هذه الكيفياتالمحسوسة أعني الحرارة و البرودة والرطوبة و اليبوسة بل قد يكون التأثيرنفسانيا محضا، و لا يكون للقوى الجسمانيةبها تعلق و الذي يدل عليه أن اللوح الذييكون قليل العرض إذا كان موضوعا علىالأرض، قدر الإنسان على المشي عليه و لوكان موضوعا فيما بين جدارين عاليين لعجزالإنسان