ما كنت أعرف أن الأمر منصرف أ ليس أول من صلى لقبلتكم و أعرف الناسبالقرآن و السنن
عن هاشم ثممنها عن أبي حسن و أعرف الناسبالقرآن و السنن و أعرف الناسبالقرآن و السنن
و هذا يدل على أنه يجوز أن يقال فلان صلىللقبلة، و كذلك يجوز أن يقال سجد للقبلة وقوله: وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً أي جعلوهكالقبلة ثم سجدوا للَّه شكرا لنعمةوجدانه.الوجه الثالث: في الجواب قد يسمى التواضعسجودا كقوله:ترى الأكم فيها سجدا للحوافرو كان المراد ههنا التواضع إلا أن هذامشكل، لأنه تعالى قال: وَ خَرُّوا لَهُسُجَّداً و الخرور إلى السجدة مشعربالإتيان بالسجدة على أكمل الوجوه و أجيبعنه بأن الخرور قد يعني به المرور فقط قالتعالى: لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً [الفرقان: 73] يعني لم يمروا.الوجه الرابع: في الجواب أن نقول: الضميرفي قوله: وَ خَرُّوا لَهُ غير عائد إلىالأبوين لا محالة، و إلا لقال: و خروا لهساجدين، بل الضمير عائد إلى إخوته، و إلىسائر من كان يدخل عليه لأجل التهنئة.و التقدير: و رفع أبويه على العرش مبالغةفي تعظيمهما، و أما الإخوة و سائرالداخلين فخروا له ساجدين.فإن قالوا: فهذا لا يلائم قوله: يا أَبَتِهذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ.قلنا: إن تعبير الرؤيا لا يجب أن يكونمطابقا للرؤيا بحسب الصورة و الصفة من كلالوجوه فسجود الكواكب و الشمس و القمر،تعبير عن تعظيم الأكابر من الناس له و لاشك أن ذهاب يعقوب مع أولاده من كنعان إلىمصر لأجله في نهاية التعظيم له، فكفى هذاالقدر في صحة الرؤيا فأما أن يكون التعبيرمساويا لأصل الرؤيا في الصفة و الصورة فلميوجبه أحد من العقلاء.الوجه الخامس: في الجواب لعل الفعل الدالعلى التحية و الإكرام في ذلك الوقت هوالسجود، و كان مقصودهم من السجود تعظيمه،و هذا في غاية البعد لأن المبالغة فيالتعظيم كانت أليق بيوسف منها بيعقوب، فلوكان الأمر كما قلتم، لكان من الواجب أنيسجد يوسف ليعقوب عليه السلام.و الوجه السادس: فيه أن يقال: لعل إخوتهحملتهم الأنفة و الاستعلاء على أن لايسجدوا له على سبيل التواضع، و علم يعقوبعليه السلام أنهم لو لم يفعلوا ذلك لصارذلك سببا لثوران الفتن و لظهور الأحقادالقديمة بعد كمونها فهو عليه السلام معجلالة قدره و عظم حقه بسبب الأبوة والشيخوخة و التقدم في الدين و النبوة والعلم فعل ذلك السجود، حتى تصير مشاهدتهملذلك سببا لزوال الأنفة و النفرة عنقلوبهم ألا ترى أن