مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

السلطان فهو اسم لما يفيد القطع و اليقين،إلا أنه اسم للقدر المشترك بين الدلائلالتي تؤكد بالحس، و بين الدلائل التي لمتتأكد بالحس، و أما الدليل القاطع الذيتأكد بالحس فهو السلطان المبين، و لماكانت معجزات موسى عليه السلام هكذا لا جرموصفها اللَّه بأنها سلطان مبين. ثم قال:إِلى‏ فِرْعَوْنَ وَ مَلَائِهِ يعني وأرسلنا موسى بآياتنا بمثل هذه الآيات إلىفرعون و ملائه، أي جماعته. ثم قال:فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ و يحتملأن يكون المراد أمره إياهم بالكفر بموسى ومعجزاته و يحتمل أن يكون المراد من الأمرالطريق و الشأن.

ثم قال تعالى: وَ ما أَمْرُ فِرْعَوْنَبِرَشِيدٍ أي بمرشد إلى خير، و قيل رشيد أيذي رشد.

و اعلم أن بعد طريق فرعون من الرشد كانظاهرا لأنه كان دهريا نافيا للصانع والمعاد و كان يقول: لا إله للعالم و إنمايجب على أهل كل بلد أن يشتغلوا بطاعةسلطانهم و عبوديته رعاية لمصلحة العالم وأنكر أن يكون الرشد في عبادة اللَّه ومعرفته فلما كان هو نافيا لهذين الأمرينكان خاليا عن الرشد بالكلية، ثم إنه تعالىذكر صفته و صفة قومه فقال: يَقْدُمُقَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِفَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ و فيه بحثان:البحث الأول: من حيث اللغة يقال: قدم فلانفلانا بمعنى تقدمه، و منه قادمة الرجل كمايقال قدمه بمعنى تقدمه، و منه مقدمة الجيش.

و البحث الثاني: من حيث المعنى و هو أنفرعون كان قدوة لقومه في الضلال حال ماكانوا في الدنيا و كذلك مقدمهم إلى النار وهم يتبعونه، أو يقال كما تقدم قومه فيالدنيا فأدخلهم في البحر و أغرقهم فكذلكيتقدمهم يوم القيامة فيدخلهم النار ويحرقهم، و يجوز أيضا أن يريد بقوله: وَ ماأَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ أي و ما أمرهبصالح حميد العاقبة و يكون قوله: يَقْدُمُقَوْمَهُ تفسيرا لذلك، و أيضاحا له، أيكيف يكون أمره رشيدا مع أن عاقبته هكذا.

فإن قيل: لم لم يقل: يقدم قومه فيوردهمالنار؟ بل قال: يقدم قومه فأوردهم الناربلفظ الماضي.

قلنا: لأن الماضي قد وقع و دخل في الوجودفلا سبيل ألبتة إلى دفعه، فإذا عبر عنالمستقبل بلفظ الماضي دل على غايةالمبالغة، ثم قال: وَ بِئْسَ الْوِرْدُالْمَوْرُودُ و فيه بحثان: البحث الأول:لفظ «النار» مؤنث، فكان ينبغي أن يقال: وبئست الورد المورود إلا أن لفظ «الورد»مذكر، فكان التذكير و التأنيث جائزين كماتقول: نعم المنزل دارك، و نعمت المنزلدارك، فمن ذكر غلب المنزل و من أنث بنى علىتأنيث الدار هكذا قاله الواحدي.

البحث الثاني: الورد قد يكون بمعنى الورودفيكون مصدرا و قد يكون بمعنى الوارد. قالتعالى:

وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‏جَهَنَّمَ وِرْداً [مريم: 86] و قد يكونبمعنى المورود عليه كالماء الذي يوردعليه. قال صاحب «الكشاف»: الورد المورودالذي حصل وروده. فشبه اللَّه تعالى فرعونبمن يتقدم الواردة إلى الماء و شبه أتباعهبالواردين إلى الماء، ثم قال بئس الوردالذي يوردونه النار، لأن الورد إنما يرادلتسكين العطش و تبريد الأكباد، و النارضده.

ثم قال: وَ أُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةًوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ و المعنى أنهمأتبعوا في هذه الدنيا لعنة و في يومالقيامة أيضا، و معناه أن اللعن من اللَّهو من الملائكة و الأنبياء ملتصق بهم فيالدنيا و في الآخرة لا يزول عنهم، و نظيرهقوله في سورة القصص: وَ أَتْبَعْناهُمْفِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَ يَوْمَالْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ[القصص: 42].

/ 172