مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و أما العقل فوجهان: الأول: أن معصيةالكافر متناهية و مقابلة الجرم المتناهيبعقاب لا نهاية له ظلم و أنه لا يجوز.الثاني: أن ذلك العقاب ضرر خال عن النفعفيكون قبيحا بيان خلوه عن النفع أن ذلكالنفع لا يرجع إلى اللَّه تعالى لكونهمتعاليا عن النفع و الضرر و لا إلى ذلكالمعاقب لأنه في حقه ضرر محض و لا إلىغيره، لأن أهل الجنة مشغولون بلذاتهم فلافائدة لهم في الالتذاذ بالعذاب الدائم فيحق غيرهم، فثبت أن ذلك العذاب ضرر خال عنجميع جهات النفع فوجب أن لا يجوز، و أماالجمهور الأعظم من الأمة، فقد اتفقوا علىأن عذاب الكافر دائم و عند هذا احتاجوا إلىالجواب عن التمسك بهذه الآية. أما قوله:خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُوَ الْأَرْضُ فذكروا عنه جوابين: الأول:قالوا المراد سموات الآخرة و أرضها. قالواو الدليل على أن في الآخرة سماء و أرضاقوله تعالى: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُغَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ[إبراهيم: 48] و قوله:

وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُمِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ [الزمر: 74]و أيضا لا بد لأهل الآخرة مما يقلهم ويظلهم، و ذلك هو الأرض و السموات.

و لقائل أن يقول: التشبيه إنما يحسن و يجوزإذا كان حال المشبه به معلوما مقررا فيشبهبه غيره تأكيدا لثبوت الحكم في المشبه ووجود السموات و الأرض في الآخرة غير معلومو بتقدير أن يكون وجوده معلوما إلا أنبقاءها على وجه لا يفنى ألبتة غير معلوم،فإذا كان أصل وجودهما مجهولا لأكثر الخلقو دوامهما أيضا مجهولا للأكثر، كان تشبيهعقاب الأشقياء به في الدوام كلاما عديمالفائدة، أقصى ما في الباب أن يقال: لماثبت بالقرآن وجود سموات و أرض في الآخرة وثبت دوامهما وجب الاعتراف به، و حينئذيحسن التشبيه، إلا أنا نقول: لما كانالطريق في إثبات دوام سموات أهل الآخرة ودوام أرضهم هو السمع، ثم السمع دل على دوامعقاب الكافر، فحينئذ الدليل الذي دل علىثبوت الحكم في الأصل حاصل بعينه في الفرع،و في هذه الصورة أجمعوا على أن القياس ضائعو التشبيه باطل، فكذا ههنا.

و الوجه الثاني: في الجواب قالوا إن العربيعبرون عن الدوام و الأبد بقولهم ما دامتالسموات و الأرض، و نظيره أيضا قولهم مااختلف الليل و النهار، و ما طما البحر، وما أقام الجبل، و أنه تعالى خاطب العرب علىعرفهم في كلامهم فلما ذكروا هذه الأشياءبناء على اعتقادهم أنها باقية أبد الآباد،علمنا أن هذه الألفاظ بحسب عرفهم تفيدالأبد و الدوام الخالي عن الانقطاع.

و لقائل أن يقول: هل تسلمون أن قول القائل:خالدين فيها ما دامت السموات و الأرض،يمنع من بقائها موجودة بعد فناء السموات،أو تقولون إنه لا يدل على هذا المعنى، فإنكان الأول، فالإشكال لازم، لأن النص لمادل على أنه يجب أن تكون مدة كونهم في النارمساوية لمدة بقاء السموات و يمنع من حصولبقائهم في النار بعد فناء السموات، ثم ثبتأنه لا بد من فناء السموات فعندها يلزمكمالقول بانقطاع ذلك العقاب، و أما إن قلتمهذا الكلام لا يمنع بقاء كونهم في الناربعد فناء السموات و الأرض، فلا حاجة بكمإلى هذا الجواب ألبتة، فثبت أن هذا الجوابعلى كلا التقديرين ضائع.

و اعلم أن الجواب الحق عندي في هذا البابشي‏ء آخر، و هو أن المعهود من الآية أنهمتى كانت السموات و الأرض دائمتين، كانكونهم في النار باقيا فهذا يقتضي أن كلماحصل الشرط حصل المشروط و لا يقتضي أنه إذاعدم الشرط يعدم المشروط: ألا ترى أنا نقول:إن كان هذا إنسانا فهو حيوان.

/ 172