و كنت امرأ من جند إبليس فارتقى فلو مات قبلي كنت أحسن بعده طرائق فسقليس يحسنها بعدي
بيالدهر حتى صار إبليس من جندي طرائق فسقليس يحسنها بعدي طرائق فسقليس يحسنها بعدي
فثبت بهذه الدلائل أن يوسف عليه السلامبريء عما يقوله هؤلاء الجهال.و إذا عرفت هذا فنقول: الكلام على ظاهر هذهالآية يقع في مقامين:المقام الأول: أن نقول لا نسلم أن يوسفعليه السلام هم بها. و الدليل عليه: أنهتعالى قال: وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْرَأى بُرْهانَ رَبِّهِ و جواب لو لا ههنامقدم، و هو كما يقال: قد كنت من الهالكين لولا أن فلانا خلصك، و طعن الزجاج في هذاالجواب من وجهين: الأول: أن تقديم جواب لولا شاذ و غير موجود في الكلام الفصيح.الثاني: أن لو لا يجاب جوابها باللام، فلوكان الأمر على ما ذكرتم لقال: و لقد همت ولهم بها لولا. و ذكر غير الزجاج سؤالاثالثا و هو أنه لو لم يوجد الهم لما كانلقوله: لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَرَبِّهِ فائدة.و اعلم أن ما ذكره الزجاج بعيد، لأنا نسلمأن تأخير جواب لو لا حسن جائز، إلا أنجوازه لا يمنع من جواز تقديم هذا الجواب، وكيف و نقل عن سيبويه أنه قال: إنهم يقدمونالأهم فالأهم، و الذي هم بشأنه أعنى فكانالأمر في جواز التقديم و التأخير مربوطابشدة الاهتمام. و أما تعيين بعض الألفاظبالمنع فذلك مما لا يليق بالحكمة، و أيضاذكر جواب لو لا باللام جائز. أما هذا لا يدلعلى أن ذكره بغير اللام لا يجوز، ثم إنانذكر آية أخرى تدل على فساد قول الزجاج فيهذين السؤالين، و هو قوله تعالى: إِنْكادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْرَبَطْنا عَلى قَلْبِها [القصص: 10].