مفاتیح الشرائع جلد 18
لطفا منتظر باشید ...
و القول الثاني: قال مجاهد كانا قد رأياحين دخلا السجن رؤيا فأتيا يوسف عليهالسلام فسألاه عنها، فقال الساقي أيهاالعالم إني رأيت كأني في بستان فإذا بأصلعنبة حسنة فيها ثلاثة أغصان عليها ثلاثةعناقيد من عنب فجنيتها و كأن كأس الملكبيدي فعصرتها فيه و سقيتها الملك فشربهفذلك قوله: إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُخَمْراً و قال صاحب الطعام إني رأيت كأنفوق رأسي ثلاث سلال فيها خبز و ألوان وأطعمه و إذا سباع الطير تنهش منه فذلك قولهتعالى: وَ قالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِيأَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاًتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ.السؤال الخامس: كيف عرف يوسف عليه السلامأن المراد من قوله: إِنِّي أَرانِيأَعْصِرُ خَمْراً رؤيا المنام؟الجواب: لوجوه: الأول: أنه لو لم يقصدالنوم كان ذكر قوله: أَعْصِرُ يغنيه عن ذكرقوله أَرانِي و الثاني: دل عليه قوله:نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ [يوسف: 36].السؤال السادس: كيف يعقل عصر الخمر؟الجواب: فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أن يكونالمعنى أعصر عنب خمر، أي العنب الذي يكونعصيره خمرا فحذف المضاف. الثاني: أن العربتسمي الشيء باسم ما يؤل إليه إذا انكشفالمعنى و لم يلتبس يقولون فلان يطبخ دبسا وهو يطبخ عصيرا. و الثالث: قال أبو صالح: أهلعمان يسمون العنب بالخمر فوقعت هذه اللفظةإلى أهل مكة فنطقوا بها قال الضحاك: نزلالقرآن بألسنة جميع العرب.السؤال السابع: ما معنى التأويل في قوله:نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ.الجواب: تأويل الشيء ما يرجع إليه و هوالذي يؤل إليه آخر ذلك الأمر.السؤال الثامن: ما المراد من قوله: إِنَّانَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.الجواب من وجوه: الأول: معناه إنا نراكتؤثر الإحسان و تأتي بمكارم الأخلاق وجميع الأفعال الحميدة. قيل: إنه كان يعودمرضاهم، و يؤنس حزينهم فقالوا إنك منالمحسنين أي في حق الشركاء و الأصحاب، وقيل: إنه كان شديد المواظبة على الطاعات منالصوم و الصلاة فقالوا إنك من المحسنين فيأمر الدين، و من كان كذلك فإنه يوثق بمايقوله في تعبير الرؤيا، و في سائر الأمور،و قيل: المراد إِنَّا نَراكَ مِنَالْمُحْسِنِينَ في علم التعبير، و ذلكلأنه متى عبر لم يخط كما قال وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِالْأَحادِيثِ [يوسف:101].السؤال التاسع: ما حقيقة علم التعبير؟الجواب: القرآن و البرهان يدلان على صحته.أما القرآن فهو هذه الآية، و أما البرهانفهو أنه قد ثبت أنه سبحانه خلق جوهر النفسالناطقة بحيث يمكنها الصعود إلى عالمالأفلاك، و مطالعة اللوح المحفوظ و المانعلها من ذلك اشتغالها بتدبير البدن و في وقتالنوم يقل هذا التشاغل فتقوى على هذهالمطالعة فإذا و قعت الروح على حالة منالأحوال تركت آثارا مخصوصة مناسبة لذلكالإدراك الروحاني إلى عالم الخيالفالمعبر يستدل بتلك الآثار الخيالية علىتلك الإدراكات العقلية فهذا كلام مجمل، وتفصيله مذكور في «الكتب العقلية»، والشريعة مؤكدة له روي عن النبي صلّى اللهعليه وسلّم أنه قال: «الرؤيا ثلاثة: رؤياما يحدث به الرجل نفسه، و رؤيا تحدث من