المسألة الثانية: ظاهر الآية يدل على أنبعض المنافقين عاهد اللّه في أنه لو آتاهمالا لصرف بعضه إلى مصارف الخيرات، - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رأسه، فقال عليه الصلاة و السلام: «قد قلتلك فما أطعتني» فرجع إلى منزله و قبض رسولاللّه صلّى الله عليه وسلّم. ثم أتى أبابكر بصدقته، فلم يقبلها اقتداء بالرسولعليه السلام ثم لم يقبلها عمر اقتداء بأبيبكر، ثم لم يقبلها عثمان، و هلك ثعلبة فيخلافة عثمان.

فإن قيل: إن اللّه تعالى أمره بإخراجالصدقة، فكيف يجوز من الرسول عليه السلامأن لا يقبلها منه؟

قلنا: لا يبعد أن يقال: إنه تعالى منعالرسول عليه السلام عن قبول الصدقة منهعلى سبيل الإهانة له ليعتبر غيره به، فلايمتنع عن أداء الصدقات، و لا يبعد أيضا أنهإنما أتى بتلك الصدقة على وجه الرياء، لاعلى وجه الإخلاص، و أعلم اللّه الرسولعليه السلام ذلك فلم يقبل تلك الصدقة،لهذا السبب، و يحتمل أيضا أنه تعالى لماقال: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةًتُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها وكان هذا المقصود غير حاصل في ثعلبة معنفاقه، فلهذا السبب امتنع رسول اللّه عليهالسلام من أخذ تلك الصدقة. و اللّه أعلم.

المسألة الثانية: ظاهر الآية يدل على أنبعض المنافقين عاهد اللّه في أنه لو آتاهمالا لصرف بعضه إلى مصارف الخيرات،

ثم إنه تعالى آتاه المال، و ذلك الإنسانما وفى بذلك العهد،

وههنا سؤالات:

السؤال الأول:

المنافق كافر، و الكافر كيفيمكنه أن يعاهد اللّه تعالى؟

و الجواب: المنافق قد يكون عارفا باللّه،إلا أنه كان منكرا لنبوة محمد عليهالسلام، فلكونه عارفا باللّه يمكنه أنيعاهد اللّه، و لكونه منكرا لنبوة محمدعليه الصلاة و السلام، كان كافرا. و كيف لاأقول ذلك و أكثر هذا العالم مقرون بوجودالصانع القادر؟ و يقل في أصناف الكفار منينكره، و الكل معترفون بأنه تعالى هو الذييفتح على الإنسان أبواب الخيرات، و يعلمونأنه يمكن التقرب إليه بالطاعات و أعمالالبر و الإحسان إلى الخلق، فهذه أمور متفقعليها بين الأكثرين، و أيضا فلعله حينعاهد اللّه تعالى بهذا العهد كان مسلما،ثم لما بخل بالمال، و لم يف بالعهد صارمنافقا، و لفظ الآية مشعر بما ذكرناه حيثقال: فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً.

السؤال الثاني:

هل من شرط هذه المعاهدة أنيحصل التلفظ بها باللسان،

أو لا حاجة إلى التلفظ حتى لو نواه بقلبهدخل تحت هذه المعاهدة؟

الجواب:

منهم من قال: كل ما ذكره باللسانأو لم يذكره، و لكن نواه بقلبه فهو داخل فيهذا العهد.

يروى عن المعتمر بن سليمان قال: أصابتناريح شديدة في البحر، فنذر قوم منا أنواعامن النذور، و نويت أنا شيئا و ما تكلمت به،فلما قدمت البصرة سألت أبي، فقال: يا بني فبه. و قال أصحاب هذا القول إن قوله:

وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ كانشيئا نووه في أنفسهم، ألا ترى أنه تعالىقال: أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَيَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ و قالالمحققون: هذه المعاهدة مقيدة بما إذا حصلالتلفظ بها باللسان، و الدليل عليه قولهعليه السلام: «إن اللّه عفا عن أمتي ماحدثت به نفوسها و لم يتلفظوا به» أو لفظهذا معناه و أيضا فقوله تعالى:

وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْآتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّإخبار عن تكلمه بهذا القول، و ظاهره مشعربالقول باللسان.

السؤال الثالث:

قوله: لَنَصَّدَّقَنَّالمراد منه إخراج مال،

ثم إن إخراج المال على قسمين قد يكونواجبا، و قد يكون غير واجب. و الواجب قسمان:قسم وجب بإلزام الشرع ابتداء، كإخراجالزكاة الواجبة، و إخراج النفقاتالواجبة، و قسم لم يجب إلا إذا التزمهالعبد من عند نفسه مثل النذور.

إذا عرفت هذه الأقسام الثلاثة، فقوله:لَنَصَّدَّقَنَّ هل يتناول الأقسامالثلاثة، أو ليس الأمر كذلك؟

/ 177