المسألة الرابعة: احتج أصحابنا في إثباتأن كل ما دخل في الوجود فهو مراد اللّهتعالى‏ - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فإن قيل: هذا المعنى حاصل للكل، فماالفائدة في تخصيص هؤلاء المنافقين بهذاالعذاب؟

قلنا: المنافقون مخصوصون بزيادات في هذاالباب: أحدها: أن الرجل إذا آمن باللّه واليوم الآخر علم أنه خلق للآخرة لاللدنيا، فبهذا العلم يفتر حبه للدنيا، وأما المنافق لما اعتقد أنه لا سعادة إلا فيهذه الخيرات العاجلة عظمت رغبته فيها، واشتد حبه لها، و كانت الآلام الحاصلة بسببفواتها أكثر في حقه، و تقوى عند قرب الموتو ظهور علاماته، فهذا النوع من العذابحاصل لهم في الدنيا بسبب حب الأموال والأولاد.

و ثانيها: أن النبي صلّى الله عليه وسلّمكان يكلفهم إنفاق تلك الأموال في وجوهالخيرات، و يكلفهم إرسال أموالهم وأولادهم إلى الجهاد و الغزو، و ذلك يوجبتعريض أولادهم للقتل، و القوم كانوايعتقدون أن محمدا ليس بصادق في كونه رسولامن عند اللّه و كانوا يعتقدون أن إنفاق تلكالأموال تضييع لها من غير فائدة، و أنتعريض أولادهم للقتل إلتزام لهذا المكروهالشديد من غير فائدة، و لا شك أن هذا أشقعلى القلب جدا، فهذه الزيادة من التعذيب،كانت حاصلة للمنافقين. و ثالثها: أنهمكانوا يبغضون محمدا عليه الصلاة و السلامبقلوبهم، ثم كانوا يحتاجون إلى بذلأموالهم و أولادهم و نفوسهم في خدمته، و لاشك أن هذه الحالة شاقة شديدة. و رابعها:أنهم كانوا خائفين من أن يفتضحوا و يظهرنفاقهم و كفرهم ظهورا تاما، فيصيرون أمثالسائر أهل الحرب من الكفار، و حينئذ يتعرضالرسول لهم بالقتل، و سبي الأولاد و نهبالأموال، و كلما نزلت آية خافوا من ظهورالفضيحة، و كلما دعاهم الرسول خافوا منأنه ربما وقف على وجه من وجوه مكرهم وخبثهم و كل ذلك مما يوجب تألم القلب و مزيدالعذاب. و خامسها: أن كثيرا من المنافقينكان لهم أولاد أتقياء، كحنظلة بن أبي عامرغسلته الملائكة، و عبد اللّه بن عبد اللّهبن أبي، شهد بدرا و كان من اللّه بمكان، وهم خلق كثير مبرؤن عن النفاق و هم كانوا لايرتضون طريقة آبائهم في النفاق، و يقدحونفيهم، و يعترضون عليهم، و الابن إذا صارهكذا عظم تأذى الأب به و استيحاشه منه،فصار حصول تلك الأولاد سببا لعذابهم. وسادسها: أن فقراء الصحابة و ضعافهم كانوايذهبون في خدمة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الغزوات، ثم يرجعون مع الاسمالشريف و الثناء العظيم و الفوز بالغنائم.و هؤلاء المنافقون مع الأموال الكثيرة والأولاد الأقوياء، كانوا يبقون في زوايابيوتهم أشباه الزمنى و الضعفاء من الناس،ثم إن الخلق ينظرون إليهم بعين المقت والازدراء و السمة بالنفاق، و كأن كثرةالأموال و الأولاد صارت سببا لحصول هذهالأحوال، فثبت بهذه الوجوه أن كثرةأموالهم و أولادهم صارت سببا لمزيد العذابفي الدنيا في حقهم.

المسألة الرابعة: احتج أصحابنا في إثباتأن كل ما دخل في الوجود فهو مراد اللّهتعالى‏

بقوله: وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْكافِرُونَ قالوا: لأن معنى الآية أن اللّهتعالى أراد إزهاق أنفسهم مع الكفر و منأراد ذلك فقد أراد الكفر.

أجاب الجبائي فقال: معنى الآية أنه تعالىأراد إزهاق أنفسهم حال ما كانوا كافرين، وهذا لا يقتضي كونه تعالى مريدا للكفر، ألاترى أن المريض قد يقول للطبيب: أريد أنتدخل علي في وقت مرضي، فهذه الإرادة لاتوجب كونه مريدا لمرض نفسه، و قد يقولللطبيب: أريد أن تطيب جراحتي، و هذا لايقتضي أن يكون مريدا لحصول تلك الجراحة، وقد يقول السلطان لعسكره: اقتلوا البغاة،حال إقدامهم على الحرب، و هذا لا يدل علىكونه مريدا لذلك الحرب، فكذا ههنا.

/ 177