المسألة الثانية: قوله تعالى: زِيادَةٌفِي الْكُفْرِ - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إذا عرفت هذين القولين فنقول: إن القومعلموا أنهم لو رتبوا حسابهم على السنةالقمرية، فإنه يقع حجهم تارة في الصيف وتارة في الشتاء، و كان يشق عليهم الأسفار ولم ينتفعوا بها في المرابحات و التجارات،لأن سائر الناس من سائر البلاد ما كانوايحضرون إلا في الأوقات اللائقة الموافقة،فعلموا أن بناء الأمر على رعاية السنةالقمرية يخل بمصالح الدنيا، فتركوا ذلك واعتبروا السنة الشمسية، و لما كانت السنةالشمسية زائدة على السنة القمرية بمقدارمعين، احتاجوا إلى الكبيسة و حصل لهم بسببتلك الكبيسة أمران: أحدهما: أنهم كانوايجعلون بعض السنين ثلاثة عشر شهرا بسبباجتماع تلك الزيادات. و الثاني: أنه كانينتقل الحج من بعض الشهور القمرية إلىغيره، فكان الحج يقع في بعض السنين في ذيالحجة و بعده في المحرم و بعده في صفر، وهكذا في الدور حتى ينتهي بعد مدة مخصوصةمرة أخرى إلى ذي الحجة، فحصل بسبب الكبيسةهذان الأمران: أحدهما: الزيادة في عدةالشهور. و الثاني: تأخير الحرمة الحاصلةلشهر إلى شهر آخر و قد بينا أن لفظ النسى‏ءيفيد التأخير عند الأكثرين، و يفيدالزيادة عند الباقين، و على التقديرينفإنه منطبق على هذين الأمرين.

و الحاصل من هذا الكلام: أن بناء العباداتعلى السنة القمرية يخل مصالح الدنيا، وبناؤها على السنة الشمسية يفيد رعايةمصالح الدنيا و اللّه تعالى أمرهم من و قتإبراهيم و إسمعيل عليهما السلام ببناءالأمر على رعاية السنة القمرية، فهم تركواأمر اللّه في رعاية السنة القمرية، واعتبروا السنة الشمسية رعاية لمصالحالدنيا، و أوقعوا الحج في شهر آخر سوىالأشهر الحرم، فلهذا السبب عاب اللّهعليهم و جعله سببا لزيادة كفرهم، و إنماكان ذلك سببا لزيادة الكفر، لأن اللّهتعالى أمرهم بإيقاع الحج في الأشهر الحرم،ثم إنهم بسبب هذه الكبيسة أوقعوا في غيرهذه الأشهر، و ذكروا لأتباعهم أن هذا الذيعملناه هو الواجب، و أن إيقاعه في الشهورالقمرية غير و اجب، فكان هذا إنكارا منهملحكم اللّه مع العلم به و تمردا عن طاعته،و ذلك يوجب الكفر بإجماع المسلمين فثبت أنعملهم في ذلك النسى‏ء يوجب زيادة فيالكفر، و أما الحساب الذي به يعرف مقاديرالزيادة الحاصلة بسبب تلك الكبائس فمذكورفي الزيجات، و أما المفسرون فإنهم ذكروافي سبب هذا التأخير و جها آخر فقالوا: إنالعرب كانت تحرم الشهور الأربعة، و كانذلك شريعة ثابتة من زمان إبراهيم و إسمعيلعليهما السلام، و كان العرب أصحاب حروب وغارات فشق عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لا يغزون فيها و قالوا:

إن تو الت ثلاثة أشهر حرم لا نصيب فيهاشيئا لنهلكن، و كانوا يؤخرون تحريم المحرمإلى صفر فيحرمونه و يستحلون المحرم. قالالواحدي: و أكثر العلماء على أن هذاالتأخير ما كان يختص بشهر و احد، بل كانذلك حاصلا في كل الشهور، و هذا القول عندناهو الصحيح على ما قررناه. و اتفقوا أنهعليه السلام لما أراد أن يحج في سنة حجةالوداع عاد الحج إلى شهر ذي الحجة في نفسالأمر، فقال عليه السلام: «ألا إن الزمانقد استدار كهيئته يوم خلق السموات و الأرضالسنة إثنا عشر شرا» و أراد أن الأشهرالحرم رجعت إلى مواضعها.

المسألة الثانية: قوله تعالى: زِيادَةٌفِي الْكُفْرِ

معناه: أنه تعالى حكى عنهم أنواعا كثيرةمن الكفر، فلما ضموا إليها هذا العمل و نحنقد دللنا على أن هذا العمل كفر كان ضم هذاالعمل إلى تلك الأنواع المذكورة سالفا منالكفر زيادة في الكفر. احتج الجبائي بهذهالآية على فساد قول من يقول: الإيمان مجردالاعتقاد و الإقرار، قال: لأنه تعالى بينأن هذا العمل زيادة في الكفر و الزيادة علىالكفر يجب أن تكون إتماما، فكان ترك هذاالتأخير إيمانا، و ظاهر أن هذا الترك ليسبمعرفة و لا بإقرار فثبت أن غير المعرفة والإقرار قد يكون‏

/ 177