[سورة التوبة (9): آية 127] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مرض، فإنه عند ذلك يتذكر ذنوبه و موقفهبين يدي اللّه، فيزيده ذلك إيمانا و خوفامن اللّه، فيصير ذلك سببا لاستحقاقه لمزيدالرحمة و الرضوان من عند اللّه. الثاني:قال مجاهد: يُفْتَنُونَ بالقحط و الجوع.الثالث: قال قتادة: يفتنون بالغزو و الجهادفإنه تعالى أمر الغزو و الجهاد فهم إنتخلفوا وقعوا في ألسنة الناس باللعن والخزي و الذكر القبيح، و إن ذهبوا إلىالغزو مع كونهم كافرين كانوا قد عرضواأنفسهم للقتل و أموالهم للنهب من غيرفائدة. الرابع: قال مقاتل: يفضحهم رسولاللّه بإظهار نفاقهم و كفرهم قيل: إنهمكانوا يجتمعون على ذكر الرسول بالطعن فكانجبريل عليه السلام ينزل عليه و يخبره بماقالوه فيه، فكان يذكر تلك الحادثة لهم ويوبخهم عليها، و يعظهم فما كانوا يتعظون،و لا ينزجرون.

[سورة التوبة (9): آية 127]

وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَبَعْضُهُمْ إِلى‏ بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْمِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَاللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌلا يَفْقَهُونَ (127)

اعلم أن هذا نوع آخر من مخازي المنافقين،و هو أنه كلما نزلت سورة مشتملة على ذكرالمنافقين و شرح فضائحهم، و سمعوها تأذوامن سماعها، و نظر بعضهم إلى بعض نظرامخصوصا دالا على الطعن في تلك السورة والاستهزاء بها و تحقير شأنها، و يحتمل أنلا يكون ذلك مختصا بالسورة المشتملة علىفضائح المنافقين بل كانوا يستخفونبالقرآن، فكلما سمعوا سورة استهزؤوا بها وطعنوا فيها، و أخذوا في التغامز و التضاحكعلى سبيل الطعن و الهزء، ثم قال بعضهملبعض: هل يراكم من أحد؟ أي لو رآكم من أحد؟و هذا فيه وجوه: الأول:

أن ذلك النظر دال على ما في الباطن منالانكار الشديد و النفرة التامة، فخافواأن يرى أحد من المسلمين ذلك النظر و تلكالأحوال الدالة على النفاق و الكفر، فعندذلك قالوا: هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ أيلو راكم أحد على هذا النظر و هذا الشكللضركم جدا؟ و الثاني: أنهم كانوا إذا سمعواتلك السورة تأذوا من سماعها، فأرادواالخروج من المسجد، فقال بعضهم لبعض: هَلْيَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ يعني إن رأوكم فلاتخرجوا، إن كان ما رآكم أحد فاخرجوا منالمسجد، لتتخلصوا عن هذا الايذاء. والثالث: هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ يمكنكمأن تقولوا نحبه، فوجب علينا الخروج منالمسجد. قال تعالى: ثُمَّ انْصَرَفُوايحتمل أن يكون المراد نفس هربهم من مكانالوحي و استماع القرآن، و يجوز أن يراد به،ثم انصرفوا عن استماع القرآن إلى الطعنفيه و إن ثبتوا في مكانهم.

فإن قيل: ما التفاوت بين هذه الآية و بينالآية المتقدمة و هي قوله: وَ إِذا ماأُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْيَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِإِيماناً.

قلنا: في تلك الآية حكى عنهم أنهم ذكرواقولهم: أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِإِيماناً و في هذه الآية حكى عنهم أنهماكتفوا بنظر بعضهم إلى بعض على سبيلالهزؤ، و طلبوا الفرار.

ثم قال تعالى: صَرَفَ اللَّهُقُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لايَفْقَهُونَ و احتج أصحابنا به على أنهتعالى صرفهم عن الإيمان و صدهم عنه و هوصحيح فيه، قال ابن عباس رضي اللّه عنهما:عن كل رشد و خير و هدى، و قال الحسن: صرفاللّه قلوبهم و طبع عليها بكفرهم، و قالالزجاج: أضلهم اللّه تعالى، قالتالمعتزلة: لو كان تعالى هو الذي صرفهم عنالإيمان فكيف قال: أَنَّى يُصْرَفُونَ وكيف عاقبهم على الانصراف عن الإيمان؟

/ 177