[سورة التوبة (9): آية 55] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و التوحيد. و قرأ السلمي أن يقبل منهمنفقاتهم على إسناد الفعل إلى اللّه عز وجل.

[سورة التوبة (9): آية 55]

فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لاأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُلِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِالدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (55)

[في قوله تعالى فَلا تُعْجِبْكَأَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ‏]

اعلم أنه تعالى لما قطع في الآية الأولىرجاء المنافقين عن جميع منافع الآخرة، بينأن الأشياء التي يظنونها من باب المنافعفي الدنيا، فإنه تعالى جعلها أسبابتعظيمهم في الدنيا، و أسباب اجتماع المحنو الآفات عليهم، و من تأمل في هذه الآياتعرف أنها مرتبة على أحسن الوجوه، فإنهتعالى لما بين قبائح أفعالهم و فضائحأعمالهم، بين مالهم في الآخرة من العذابالشديد و مالهم في الدنيا من وجوه المحنة والبلية، ثم بين بعد ذلك أن ما يفعلونه منأعمال البر لا ينتفعون به يوم القيامةألبتة. ثم بين في هذه الآية أن ما يظنون أنهمن منافع الدنيا فهو في الحقيقة سببلعذابهم و بلائهم و تشديد المحنة عليهم، وعند هذا يظهر أن النفاق جالب لجميع الآفاتفي الدين و الدنيا، و مبطل لجميع الخيراتفي الدين و الدنيا، و إذا وقف الإنسان علىهذا الترتيب عرف أنه لا يمكن ترتيب الكلامعلى وجه أحسن من هذا. و من اللّه التوفيق.

و فيه مسائل:

المسألة الأولى: هذا الخطاب، و إن كان فيالظاهر مختصا بالرسول عليه السلام، إلا أنالمراد منه كل المؤمنين،

أي لا ينبغي أن تعجبوا بأموال هؤلاءالمنافقين و الكافرين، و لا بأولادهم و لابسائر نعم اللّه عليهم، و نظيره قولهتعالى: وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ [طه:131] الآية.

المسألة الثانية: الإعجاب: السروربالشي‏ء كه مع نوع الافتخار به،

و مع اعتقاد أنه ليس لغيره ما يساويه، وهذه الحالة تدل على استغراق النفس في ذلكالشي‏ء و انقطاعها عن اللّه، فإنه لا يبعدفي حكم اللّه أن يزيل ذلك الشي‏ء عن ذلكالإنسان و يجعله لغيره، و الإنسان متى كانمتذكرا لهذا المعنى زال إعجابه بالشي‏ء،و لذلك قال عليه السلام: «ثلاث مهلكات شحمطاع و هوى متبع و إعجاب المرء بنفسه» وكان عليه السلام يقول: «هلك المكثرون» وقال عليه السلام: «ما لك من مالك إلا ماأكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقتفأمضيت» و ذكر عبيد بن عمير، و رفعه إلىالرسول عليه السلام: «من كثر ماله اشتدحسابه، و من كثر بيعه كثرت شياطينه، و منازداد من السلطان قربا، ازداد من اللّهبعدا» و الأخبار المناسبة لهذا البابكثيرة، و المقصود منها الزجر عن الارتكانإلى الدنيا، و المنع من التهالك في حبها والافتخار بها. قال بعض المحققين:الموجودات بحسب القسمة العقلية على أربعةأقسام: الأول: الذي يكون أزليا أبديا، و هواللّه جل جلاله‏و الثاني: الذي لا يكونأزليا و لا أبديا و هو الدنيا. و الثالث:الذي يكون أزليا و لا يكون أبديا و هذامحال الوجود، لأنه ثبت بالدليل أن ما ثبتقدمه امتنع عدمه. و الرابع: الذي يكونأبديا و لا يكون أزليا و هو الآخرة و جميعالمكلفين، فإن الآخرة لها أول، لكن لا آخرلها، و كذلك المكلف سواء كان مطيعا أو كانعاصيا فلحياته أول، و لا آخر لها.

و إذا ثبت هذا ثبت أن المناسبة الحاصلةبين الإنسان المكلف و بين الآخرة أشد منالمناسبة بينه و بين الدنيا، و يظهر من هذاأنه خلق للآخرة لا للدنيا، فينبغي أن لايشتد عجبه بالدنيا، و أن لا يميل قلبهإليها فإن المسكن الأصلي له هو الآخرة لاالدنيا.

أما قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُلِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِالدُّنْيا ففيه مسائل:

/ 177