[سورة التوبة (9): الآيات 124 الى 125] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لو فتشوا على أخلاقكم و طبائعكم لوجدوافيكم غلظة، و هذا الكلام إنما يصح فيمنأكثر أحواله الرحمة و الرأفة، و مع ذلك فلايخلو عن نوع غلظة.

و اعلم أن هذه الغلظة إنما تعتبر فيمايتصل بالدعوة إلى الدين. و ذلك إما بإقامةالحجة و البينة، و إما بالقتال و الجهاد،فإما أن يحصل هذا التغليظ فيما يتصلبالبيع و الشراء و المجالسة و المؤاكلةفلا.

ثم قال: وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَالْمُتَّقِينَ و المراد أن يكون إقدامهعلى الجهاد و القتال بسبب تقوى اللّه لابسبب طلب المال و الجاه، فإذا رآه قبلالإسلام أحجم عن قتاله، و إذا رآه مال إلىقبوله الجزية تركه، و إذا كثر العدو أخذالغنائم على وفق حكم اللّه تعالى.

[سورة التوبة (9): الآيات 124 الى 125]

وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌفَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْزادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّاالَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْإِيماناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌفَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْوَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ (125)

اعلم أنه تعالى لما ذكر مخازي المنافقين وذكر أعمالهم القبيحة فقال: و إذا ما أنزلتسورة، فمن المنافقين من يقول أيكم زادتههذه إيمانا؟ و اختلفوا فقال بعضهم: يقولبعض المنافقين لبعض، و مقصودهم تثبيتهمقومهم على النفاق، و قال آخرون: بل يقولونهلأقوام من المسلمين، و غرضهم صرفهم عنالإيمان.

و قال آخرون: بل ذكروه على وجه الهزؤ، والكل محتمل. و لا يمكن حمله على الكل، لأنحكاية الحال لا تفيد العموم. ثم إنه تعالىأجاب فقال إنه حصل للمؤمنين بسبب نزول هذهالسورة أمران، و حصل للكافرين أيضا أمران.أما الذي حصل للمؤمنين: فالأول: هو أنهاتزيدهم إيمانا إذ لا بد عند نزولها من أنيقروا بها و يعترفوا بأنها حق من عنداللّه، و الكلام في زيادة الإيمان ونقصانه قد ذكرناه في أول سورة الأنفالبالاستقصاء.

و الثاني: ما يحصل لهم من الاستبشار. فمنهممن حمله على ثواب الآخرة، و منهم من حملهعلى ما يحصل في الدنيا من النصر و الظفر، ومنهم من حمله على الفرح و السرور الحاصلبسبب تلك التكاليف الزائدة من حيث إنهيتوسل به إلى مزيد في الثواب، ثم جمعللمنافقين أمرين مقابلين للأمرينالمذكورين في المؤمنين، فقال:

وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْمَرَضٌ يعني المنافقين فَزادَتْهُمْرِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ و المراد منالرجس إما العقائد الباطلة أو الأخلاقالمذمومة، فإن كان الأول كان المعنى أنهمكانوا مكذبين بالسور النازلة قبل ذلك، والآن صاروا مكذبين بهذه السورة الجديدة،فقد انضم كفر إلى كفر، و إن كان الثاني كانالمراد أنهم كانوا في الحسد و العداوة واستنباط وجوه المكر و الكيد، و الآنازدادت تلك الأخلاق الذميمة بسبب نزول هذهالسورة الجديدة.

و الأمر الثاني: أنهم يموتون على كفرهم،فتكون هذه الحالة كالأمر المضادللاستبشار الذي حصل في المؤمنين، و هذهالحالة أسوأ و أقبح من الحالة الأولى، وذلك لأن الحالة الأولى عبارة عن ازديادالرجاسة، و هذه الحالة عبارة عن مداومةالكفر و موتهم عليه. و احتج أصحابنا بقوله:فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْعلى أنه تعالى قد يصد عن الإيمان و يصرفعنه، قالوا: إنه تعالى كان عالما بأن سماعهذه السورة يورث حصول الحسد و الحقد فيقلوبهم، و أن حصول ذلك الحسد يورث مزيدالكفر في قلوبهم، أجابوا و قالوا نزولتلك‏

/ 177