المسألة الرابعة: قوله: فَهُمْ فِيرَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ‏ - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

للضد الآخر، و لهذا السبب قال تعالى:أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُالْإِيمانَ [المجادلة: 22] و إذا كان محلالمعرفة و الكفر القلب، كان المثاب والمعاقب في الحقيقة هو القلب و البواقيتكون تبعا له.

المسألة الرابعة: قوله: فَهُمْ فِيرَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ‏

معناه أن الشاك المرتاب يبقى مترددا بينالنفي و الإثبات، غير حاكم بأحد القسمين ولا جازم بأحد النقيضين و تقريره: أنالاعتقاد إما أن يكون جازما أو لا يكون،فالجازم إن كان غير مطابق فهو الجهل و إنكان مطابقا، فإن كان غير يقين فهو العلم، وإلا فهو اعتقاد المقلد و إن كان غير جازم،فإن كان أحد الطرفين راجحا فالراجح هوالظن و المرجوح هو الوهم وإن اعتدلالطرفان فهو الريب و الشك، و حينئذ يبقىالإنسان مترددا بين الطرفين.

ثم قال تعالى: وَ لَوْ أَرادُواالْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً

و قرى‏ء عدته و قرى‏ء أيضا عدة بكسرالعين بغير إضافة و بإضافة، قال ابن عباس:يريد من الزاد و الماء و الراحلة، لأنسفرهم بعيد و في زمان شديد، و تركهم العدةدليل على أنهم أرادوا التخلف. و قال آخرون:هذا إشارة إلى أنهم كانوا مياسير قادرينعلى تحصيل الأهبة و العدة.

ثم قال تعالى: وَ لكِنْ كَرِهَ اللَّهُانْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ و فيهمسائل:

المسألة الأولى: الانبعاث: الانطلاق فيالأمر،

يقال بعثت البعير فانبعث و بعثته لأمر كذافانبعث، و بعثه لأمر كذا أي نفذه فيه، والتثبيط رد الإنسان على الفعل الذي هم به،و المعنى: أنه تعالى كره خروجهم مع الرسولصلّى الله عليه وسلّم فصرفهم عنه.

فإن قيل: إن خروجهم مع الرسول إما أن يقالإنه كان مفسدة و إما أن يقال إنه كان مصلحة.

فإن قلنا: إنه كان مفسدة، فلم عاتب الرسولفي إذنه إياهم في القعود؟ و إن قلنا: إنهكان مصلحة، فلم قال إنه تعالى كرهانبعاثهم و خروجهم؟

و الجواب الصحيح:

أن خروجهم مع الرسول ماكان مصلحة، بدليل أنه تعالى صرح بعد هذهالآية و شرح تلك المفاسد و هو قوله: لَوْخَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّاخَبالًا [التوبة: 47] بقي أن يقال فلما كانالأصوب الأصلح أن لا يخرجوا، فلم عاتبالرسول في الإذن؟ فنقول: قد حكينا عن أبيمسلم أنه قال: ليس في قوله لِمَ أَذِنْتَلَهُمْ [التوبة: 43] أنه عليه الصلاة والسلام كان قد أذن لهم في القعود، بل يحتملأن يقال إنهم استأذنوه في الخروج معه فأذنلهم، و على هذا التقدير فإنه يسقط السؤال،قال أبو مسلم و الدليل على صحة ما قلنا إنهذه الآية دلت على أن خروجهم معه كانمفسدة، فوجب حمل ذلك العتاب على أنه عليهالصلاة و السلام أذن لهم في الخروج معه، وتأكد ذلك بسائر الآيات، منها قوله تعالى:فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى‏ طائِفَةٍمِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِفَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً[التوبة: 83] و منها قوله تعالى: سَيَقُولُالْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْإلى قوله: قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا [الفتح:15] فهذا دفع هذا السؤال على طريقة أبي مسلم.

والوجه الثاني:

من الجواب أن نسلم أنالعتاب في قوله: لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْإنما توجه لأنه عليه الصلاة و السلام أذنلهم في القعود، فنقول: ذلك العتاب ما كانلأجل أن ذلك القعود كان مفسدة، بل لأجل أنإذنه عليه الصلاة و السلام بذلك القعودكان مفسدة و بيانه من وجوه: الأول: أنه عليهالصلاة و السلام أذن قبل إتمام التفحص وإكمال التأمل و التدبر، و لهذا السبب قالتعالى: لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىيَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ‏

/ 177