[سورة التوبة (9): الآيات 115 الى 116] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و السلام بما يغير لونه، فأنكر عمر، فقالعليه الصلاة و السلام: «دعها فإنها أواهة»قيل يا رسول اللّه و ما الأواهة؟ قال:«الداعية الخاشعة المتضرعة» و قيل: معنىكون إبراهيم عليه السلام أواها، كلما ذكرلنفسه تقصيرا أو ذكر له شي‏ء من شدائدالآخرة كان يتأوه إشفاقا من ذلك واستعظاما له. و عن ابن عباس رضي اللّهعنهما: الأواه، المؤمن بالخشية. و أما وصفهبأنه حليم فهو معلوم. و اعلم أنه تعالىإنما وصفه بهذين الوصفين في هذا المقام،لأنه تعالى وصفه بشدة الرقة و الشفقة والخوف و الوجل، و من كذلك فإنه تعظم رقتهعلى أبيه و أولاده، فبين تعالى أنه مع هذهالعادة تبرأ من أبيه و غلظ قلبه عليه، لماظهر له إصراره على الكفر، فأنتم بهذاالمعنى أولى، و كذلك وصفه أيضا بأنه حليم،لأن أحد أسباب الحلم رقة القلب، و شدةالعطف لأن المرء إذا كان حاله هكذا اشتدحلمه عند الغضب.

[سورة التوبة (9): الآيات 115 الى 116]

وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماًبَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَلَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَبِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّاللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ مالَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّوَ لا نَصِيرٍ (116)

[في قوله تعالى ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّقَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّىيُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّاللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏]

في الآية مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أنه تعالى لما منعالمؤمنين من أن يستغفروا للمشركين،

و المسلمون كانوا قد استغفروا للمشركينقبل نزول هذه الآية، فإنهم قبل نزول هذهالآية كانوا يستغفرون لآبائهم و أمهاتهم وسائر أقربائهم ممن مات على الكفر، فلمانزلت هذه الآية خافوا بسبب ما صدر عنهم قبلذلك من الاستغفار للمشركين. و أيضا فإنأقواما من المسلمين الذين استغفرواللمشركين، كانوا قد ماتوا قبل نزول هذهالآية، فوقع الخوف عليهم في قلوب المسلمينأنه كيف يكون حالهم، فأزال اللّه تعالىذلك الخوف عنهم بهذه الآية، و بين أنهتعالى لا يؤاخذهم بعمل إلا بعد أن يبين لهمأنه يجب عليهم أن يتقوه و يحترزوا عنه.فهذا وجه حسن في النظم. و قيل: المراد إن منأول السورة إلى هذا الموضع في بيان المنعمن مخالطة الكفار و المنافقين، و وجوبمباينتهم، و الاحتراز عن موالاتهم، فكأنهقيل: إن الإله الرحيم الكريم كيف يليق بههذا التشديد الشديد في حق هؤلاء الكفار والمنافقين؟ فأجيب عنه بأنه تعالى لا يؤاخذأقواما بالعقوبة بعد إذ دعاهم إلى الرشدحتى يبين لهم ما يجب عليهم أن يتقوه، فأمابعد أن فعل ذلك و أزاح العذر و أزال العلةفله أن يؤاخذهم بأشد أنواع المؤاخذة والعقوبة. و في قوله تعالى: لِيُضِلَّ وجوه:الأول: أن المراد أنه أضله عن طريق الجنة،أي صرفه عنه و منعه من التوجه إليه. والثاني: قالت المعتزلة: المراد من هذاالإضلال الحكم عليهم بالضلال.

و احتجوا بقول الكميت:

و طائفة قد أكفروني بحبكم‏

و قال أبو بكر الأنباري: هذا التأويلفاسد، لأن العرب إذا أرادوا ذلك المعنىقالوا: ضلل يضلل، و احتجاجهم ببيت الكميتباطل، لأنه لا يلزم من قولنا أكفر في الحكمصحة قولنا أضل. و ليس كل موضع‏

/ 177