المسألة الثالثة: دلت هذه الآية على أنشيئا من أعمال البر لا يكون مقبولا عنداللّه مع الكفر باللّه. - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و جوابه: أن هذا الإشكال إنما يتوجه علىقول المعتزلة، حيث قالوا: إن الكفر لكونهكفرا يؤثر في هذا الحكم، أما عندنا فإنشيئا من الأفعال لا يوجب ثوابا و لا عقاباألبتة، و إنما هي معرفات و اجتماعالمعرفات الكثيرة على الشي‏ء الواحدمحال، بل نقول: إن هذا من أقوى الدلائلاليقينية على أن هذه الأفعال غير مؤثرة فيهذه الأحكام لوجوه عائدة إليها، و الدليلعليه أنه تعالى بين أنه حصلت هذه الأمورالثلاثة في حقهم، فلو كان كل واحد منهاموجبا تاما لهذا الحكم، لزم أن يجتمع علىالأثر الواحد أسباب مستقلة، و ذلك محال،لأن المعلول يستغنى بكل واحد منها عن كلواحد منها، فيلزم افتقاره إليها بأسرهاحال استغنائه عنها بأسرها، و ذلك محال،فثبت أن القول بكون هذه الأفعال مؤثرة فيهذه الأحكام يفضي إلى هذا المحال، فكانالقول به باطلا.

المسألة الثالثة: دلت هذه الآية على أنشيئا من أعمال البر لا يكون مقبولا عنداللّه مع الكفر باللّه.

فإن قيل: فكيف الجمع بينه و بين قوله:فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍخَيْراً يَرَهُ [الزلزلة: 7].

قلنا: وجب أن يصرف ذلك الى تأثيره فى تخفيفالعقاب، و دلت الآية على أن الصلاة لازمةللكافر، و لو لا ذلك لما ذمهم اللّه تعالىعلى فعلها على وجه الكسل.

فإن قالوا: لم لا يجوز أن يقال الموجب للذمليس هو ترك الصلاة؟ بل الموجب للذم هوالإتيان بها على وجه الكسل جاريا مجرىسائر تصرفاتها من قيام و قعود، و كما لايكون قعودهم على وجه الكسل مانعا من تقبلطاعتهم، فكذلك كان يجب في صلاتهم لو لم تجبعليهم.

المسألة الرابعة: مضى تفسير الكسالى فيسورة النساء.

قال صاحب «الكشاف»: كُسالى‏ بالضم والفتح جمع الكسلان: نحو سكارى و حيارى فيسكران و حيران. قال المفسرون: هذا الكسلمعناه أنه إن كان في جماعة صلى، و إن كانوحده لم يصل. قال المصنف: إن هذا المعنىإنما أثر في منع قبول الطاعات، لأن هذاالمعنى يدل على أنه لا يصلي طاعة لأمراللّه و إنما يصلي خوفا من مذمة الناس، وهذا القدر لا يدل على الكفر. أما لما ذكرهاللّه تعالى بعد أن وصفهم بالكفر، دل علىأن الكسل إنما كان لأنهم يعتقدون أنه غيرواجب، و ذلك يوجب الكفر.

أما قوله: وَ لا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ فالمعنى: أنهم لا ينفقونلغرض الطاعة، بل رعاية للمصلحة الظاهرة، وذلك أنهم كانوا يعدون الإنفاق مغرما وضيعةبينهم، و هذا يوجب أن تكون النفس طيبة عندأداء الزكاة و الإنفاق في سبيل اللّه، لأناللّه تعالى ذم المنافقين بكراهتهمالإنفاق، و هذا معنى قوله عليه السلام:«أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم» فإنأداها و هو كاره لذلك كان من علامات الكفرو النفاق. قال المصنف رضي اللّه عنه: حاصلهذه المباحث يدل على أن روح الطاعاتالإتيان بها لغرض العبودية و الانقياد فيالطاعة، فإن لم يؤت بها لهذا الغرض، فلافائدة فيه، بل ربما صارت وبالا على صاحبها.

المسألة الخامسة: وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْتُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ قرأ حمزةو الكسائي أن يقبل بالياء و الباقونبالتاء على التأنيث.

وجه الأولين: أن النفقات في معنى الإنفاق،كقوله: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ و وجه منقرأ بالتأنيث أن الفعل مسند إلى مؤنث. قالصاحب «الكشاف»: قرى‏ء نَفَقاتُهُمْ ونفقتهم على الجمع‏

/ 177