المسألة الثانية: في تفسير الألفاظالمذكورة في هذه الآية - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المسلمين على المشركين، و أن العددالقليل منهم يغلبون العالم من المشركين،فحينئذ يعلمون أن ذلك بسبب أن اللّه تعالىخصهم بالنصرة و التأييد و أنه تعالى يريدإعلاء دين محمد عليه السلام و تقويةشريعته، فإذا رجعوا من ذلك النفر إلىقومهم من الكفار أنذروهم بما شاهدوا مندلائل النصر و الفتح و الظفر لعلهميحذرون، فيتركوا الكفر و الشك و النفاق،فهذا القول أيضا محتمل، و طعن القاضي فيهذا القول: قال لأن هذا الحس لا يعد فقها فيالدين، و يمكن أن يجاب عنه بأنهم إذاشاهدوا أن القوم القليل الذين ليس لهمسلاح و لا زاد يغلبون الجمع العظيم منالكفار الذين كثر زادهم و سلاحهم، و قويتشوكتهم، فحينئذ انتبهوا لما هو المقصود وهو أن هذا الأمر من اللّه تعالى و ليس منالبشر. إذا لو كان من البشر لما غلب القليلالكثير، و لما بقي هذا الدين في التزايد والتصاعد كل يوم، فالتنبه لفهم هذه الدقائقو اللطائف لا شك أنه تفقه.

و أما الاحتمال الثالث: و هو أن يقال هذهالآية ليست من بقايا أحكام الجهاد، بل هوحكم مبتدأ مستقل بنفسه، و تقريره أن يقالإنه تعالى لما بين في هذه السورة أمرالهجرة، ثم أمر الجهاد، و هما عبادتانبالسفر، بين أيضا عبادة التفقه من جهةالرسول عليه السلام و له تعلق بالسفر.فقال: و ما كان المؤمنون لينفروا كافة إلىحضرة الرسول ليتفقهوا في الدين بل ذلك غيرواجب و غير جائز، و ليس حاله كحال الجهادمعه الذي يجب أن يخرج فيه كل من لا عذر له.

ثم قال: فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّفِرْقَةٍ مِنْهُمْ يعني من الفرقالساكنين في البلاد، طائفة إلى حضرةالرسول ليتفقهوا في الدين، و ليعرفواالحلال و الحرام، و يعودوا إلى أوطانهم،فينذروا و يحذروا قومهم لكي يرجعوا عنكفرهم، و على هذا التقدير يكون المرادوجوب الخروج إلى حضرة الرسول للتفقه والتعلم.

فإن قيل: أفتدل الآية على وجوب الخروجللتفقه في كل زمان؟

قلنا: متى عجز عن التفقه إلا بالسفر وجبعليه السفر، و في زمان الرسول عليه السلامكان الأمر كذلك، لأن الشريعة ما كانتمستقرة، بل كان يحدث كل يوم تكليف جديد وشرع حادث. أما في زماننا فقد صارت الشريعةمستقرة، فإذا أمكنه تحصيل العلم في الوطنلم يكن السفر واجبا إلا أنه لما كان لفظالآية دليلا على السفر لا جرم رأينا أنالعلم المبارك المنتفع به لا يحصل إلا فيالسفر.

المسألة الثانية: في تفسير الألفاظالمذكورة في هذه الآية

«لو لا» إذا دخل على الفعل كان بمعنىالتحضيض مثل هلا، و إنما جاز أن يكون لو لابمعنى هلا، لأن هلا كلمتان هل و هو استفهامو عرض، لأنك إذا قلت للرجل هل تأكل؟ هلتدخل؟ فكأنك عرضت ذلك عليه، و «لا» و هوجحد، فهلا مركب من أمرين:

العرض، و الجحد. فإذا قلت: هلا فعلت كذا؟فكأنك قلت: هل فعلت. ثم قلت معه: «لا» أي مافعلته، ففيه تنبيه على وجوب الفعل، وتنبيه على أنه حصل الإخلال بهذا الواجب، وهكذا الكلام في «لو لا» لأنك إذا قلت:

لو لا دخلت علي، و لو لا أكلت عندي. فمعناهأيضا عرض و إخبار عن سرورك به، لو فعل، وهكذا الكلام في «لو ما» و منه قوله: لَوْ ماتَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ [الحجر: 7] فثبتأن لو لا و هلا و لو ما ألفاظ متقاربة، والمقصود من الكل الترغيب و التحضيض فقوله:فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍمِنْهُمْ طائِفَةٌ أي فهلا فعلوا ذلك.

المسألة الثالثة: هذه الآية حجة قوية لمنيرى أن خبر الواحد حجة،

و قد أطنبنا في تقريره في كتاب «المحصولمن الأصول»، و الذي نقوله ههنا أن كلثلاثة، فرقة. و قد أوجب اللّه تعالى أنيخرج من كل فرقة

/ 177