[سورة التوبة (9): آية 71] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال ذلك لأنه أتاهم نبأ هؤلاء تارة، بأنسمعوا هذه الأخبار من الخلق، و تارة لأجلأن بلاد هذه الطوائف، و هي بلاد الشام،قريبة من بلاد العرب، و قد بقيت آثارهممشاهدة، و قوله: أَ لَمْ يَأْتِهِمْ و إنكان في صفة الاستفهام إلا أن المراد هوالتقرير، أي أتاهم نبأ هؤلاء الأقوام.

ثم قال: أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ و هو راجعإلى كل هؤلاء الطوائف.

ثم قال: بِالْبَيِّناتِ أي بالمعجزات ولابدّ من إضمار في الكلام، و التقدير:فكذبوا فعجل اللّه هلاكهم.

ثم قال: فَما كانَ اللَّهُلِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُواأَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ و المعنى: أنالعذاب الذي أو صله اللّه إليهم ما كانظلما من اللّه لأنهم استحقوه بسبب أفعالهمالقبيحة و مبالغتهم في تكذيب أنبيائهم، بلكانوا ظلموا أنفسهم، قالت المعتزلة: دلتهذه الآية على أنه تعالى لا يصح منه فعلالظلم و إلا لما حسن التمدح به، و ذلك دلعلى أنه لا يظلم ألبتة، و ذلك يدل على أنهتعالى لا يخلق الكفر في الكافر ثم يعذبهعليه، و دل على أن فاعل الظلم هو العبد، وهو قوله: وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْيَظْلِمُونَ و هذا الكلام قد مر ذكره فيهذا الكتاب مرارا خارجة عن الإحصاء.

[سورة التوبة (9): آية 71]

وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُبَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَالزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُاللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)

اعلم أنه تعالى لما بالغ في وصف المنافقينبالأعمال الفاسدة و الأفعال الخبيثة، ثمذكر عقيبه أنواع الوعيد في حقهم في الدنياو الآخرة، ذكر بعده في هذه الآية كونالمؤمنين موصوفين بصفات الخير و أعمالالبر، على ضد صفات المنافقين، ثم ذكر بعدهفي هذه الآية أنواع ما أعد اللّه لهم منالثواب الدائم و النعيم المقيم، فأما صفاتالمؤمنين فهي قوله: وَ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُبَعْضٍ.

فان قيل: ما الفائدة في أنه تعالى قال فيصفة المنافقين الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وههنا قال في صفة المؤمنين: وَالْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُبَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ فلم ذكر فيالمنافقين لفظ (من) و في المؤمنين لفظأَوْلِياءُ.

قلنا: قوله في صفة المنافقين بَعْضُهُمْمِنْ بَعْضٍ يدل على أن نفاق الأتباع،كالأمر المتفرع على نفاق الأسلاف، و الأمرفي نفسه كذلك، لأن نفاق الأتباع و كفرهمحصل بسبب التقليد لأولئك الأكابر، و بسببمقتضى الهوى و الطبيعة و العادة، أماالموافقة الحاصلة بين المؤمنين فإنماحصلت لا بسبب الميل و العادة، بل بسببالمشاركة في الاستدلال و التوفيق والهداية، فلهذا السبب قال تعالى فيالمنافقين: بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ و قالفي المؤمنين: بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُبَعْضٍ.

و اعلم أن الولاية ضد العداوة، و قد ذكرنافيما تقدم أن الأصل في لفظ الولاية القرب،و يتأكد ذلك بأن ضد الولاية هو العداوة، ولفظة العداوة مأخوذة من عدا الشي‏ء إذاجاوز عنه.

و اعلم أنه تعالى لما وصف المؤمنين بكونبعضهم أولياء بعض، ذكر بعده ما يجري مجرىالتفسير و الشرح له فقال: يَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَاللَّهَ وَ رَسُولَهُ فذكر هذه الأمورالخمسة التي بها يتميز المؤمن من المنافق،فالمنافق على ما وصفه اللّه تعالى فيالآية المتقدمة

/ 177