[سورة التوبة (9): آية 24] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ممكنة و تلك الشبهة إن قالوا إن الرجلالمسلم قد يكون أبوه كافرا و الرجل الكافرقد يكون أبوه أو أخوه مسلما، و حصولالمقاطعة التامة بين الرجل و أبيه و أخيهكالمتعذر الممتنع، و إذا كان الأمر كذلككانت تلك البراءة التي أمر اللّه بها،كالشاق الممتنع المتعذر، فذكر اللّهتعالى هذه الآية ليزيل هذه الشبهة. و نقلالواحدي عن ابن عباس أنه قال: لما أمرالمؤمنون بالهجرة قبل فتح مكة فمن لميهاجر لم يقبل اللّه إيمانه حتى يجانبالآباء و الأقارب إن كانوا كفارا، قالالمصنف رضي اللّه عنه: هذا مشكل، لأنالصحيح أن هذه السورة إنما نزلت بعد فتحمكة، فكيف يمكن حمل هذه الآية على ماذكروه؟ و الأقرب عندي أن يكون محمولا علىما ذكرته، و هو أنه تعالى لما أمر المؤمنينبالتبري عن المشركين و بالغ في إيجابه،قالوا كيف تمكن هذه المقاطعة التامة بينالرجل و بين أبيه و أمه و أخيه، فذكر اللّهتعالى: أن الانقطاع عن الآباء و الأولاد والأخوان واجب بسبب الكفر و هو قوله: إِنِاسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَىالْإِيمانِ و الاستحباب طلب المحبة يقال:استحب له، بمعنى أحبه، كأنه طلب محبته. ثمإنه تعالى بعد أن نهى عن مخالطتهم، و كانلفظ النهي، يحتمل أن يكون نهي تنزيه و أنيكون نهي تحريم، ذكر ما يزيل الشبهة فقال:وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْفَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ قال ابنعباس: يريد مشركا مثلهم لأنه رضي بشركهم، والرضا بالكفر كفر، كما أن الرضا بالفسقفسق. قال القاضي: هذا النهي لا يمنع من أنيتبرأ المرء من أبيه في الدنيا، كما لايمنع من قضاء دين الكافر و من استعماله فيأعماله.

[سورة التوبة (9): آية 24]

قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌتَخْشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُتَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِيسَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىيَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُلا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (24)

اعلم أن هذه الآية هي تقرير الجواب الذيذكره في الآية الأولى، و ذلك لأن جماعة منالمؤمنين قالوا يا رسول اللّه، كيف يمكنالبراءة منهم بالكلية؟ و أن هذه البراءةتوجب انقطاعنا عن آبائنا و إخواننا وعشيرتنا و ذهاب تجارتنا، و هلاك أموالنا وخراب ديارنا، و إبقاءنا ضائعين فبين تعالىأنه يجب تحمل جميع هذه المضار الدنيويةليبقى الدين سليما، و ذكر أنه إن كانترعاية هذه المصالح الدنيوية عندكم أولى منطاعة اللّه و طاعة رسوله و من المجاهدة فيسبيل اللّه، فتربصوا بما تحبون حتى يأتياللّه بأمره، أي بعقوبة عاجلة أو آجلة، والمقصود منه الوعيد.

ثم قال: وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَالْفاسِقِينَ أي الخارجين عن طاعته إلىمعصيته و هذا أيضا تهديد، و هذه الآية تدلعلى أنه إذا وقع التعارض بين مصلحة واحدةمن مصالح الدين و بين جميع مهمات الدنيا،وجب على المسلم ترجيح الدين على الدنيا.قال الواحدي: قوله: وَ عَشِيرَتُكُمْعشيرة الرجل أهله الأدنون، و هم الذينيعاشرونه، و قرأ أبو بكر عن عاصم وعشيراتكم بالجمع و الباقون على الواحد.أما من قرأ بالجمع، فذلك لأن كل واحد منالمخاطبين له عشيرة، فإذا جمعت قلت:عشيراتكم. و من أفراد قال العشيرة واقعةعلى الجمع و استغنى عن جمعها، و يقوي ذلكأن الأخفش قال: لا تكاد العرب تجمع عشيرةعلى عشيرات إنما يجمعونها على عشائر، وقوله: وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوهاالاقتراف الاكتساب.

و اعلم أنه تعالى ذكر الأمور الداعية إلىمخالطة الكفار، و هى أمور أربعة: أولها:مخالطة الأقارب، و ذكر

/ 177