المسألة الأولى: قوله: إِنَّمَاالصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أن الفقراء عيال اللّه لقوله تعالى: وَ مامِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّاعَلَى اللَّهِ رِزْقُها [هود: 6] و الأغنياءخزان اللّه لأن الأموال التي في أيديهمأموال اللّه، و لو لا أن اللّه تعالىألقاها في أيديهم و إلا لما ملكوا منهاحبة، فكم من عاقل ذكي يسعى أشد السعي، و لايملك مل‏ء بطنه طعاما، و كم من أبله جلفتأتيه الدنيا عفوا صفوا.

إذا ثبت هذا فليس بمستبعد أن يقول الملكلخازنة: اصرف طائفة مما في تلك الخزانة إلىالمحتاجين من عبيدي.

الوجه الرابع:

أن يقال: المال بالكلية في يد الغني مع أنهغير محتاج إليه، و إهمال جانب الفقيرالعاجز عن الكسب بالكلية، لا يليق بحكمةالحكيم الرحيم، فوجب أن يجب على الغني صرفطائفة من ذلك المال إلى الفقير.

الوجه الخامس:

أن الشرع لما أبقى في يد المالك أكثر ذلكالمال و صرف إلى الفقير منه جزأ قليلا،تمكن المالك من جبر ذلك النقصان بسبب أنيتجر بما بقي في يده من ذلك المال و يربح ويزول ذلك النقصان.

أما الفقير ليس له شي‏ء أصلا، فلو لم يصرفإليه طائفة من أموال الأغنياء لبقي معطلاو ليس له ما يجبره، فكان ذلك أولى.

الوجه السادس:

أن الأغنياء لو لم يقوموا بإصلاح مهماتالفقراء فربما حملهم شدة الحاجة و مضرةالمسكنة على الالتحاق بأعداء المسلمين،أو على الإقدام على الأفعال المنكرةكالسرقة و غيرها فكان إيجاب الزكاة يفيدهذه الفائدة فوجب القول بوجوبها.

الوجه السابع:

قال عليه الصلاة و السلام: «الإيماننصفان، نصف صبر و نصف شكر» و المال محبوببالطبع، فوجدانه يوجب الشكر و فقدانه يوجبالصبر، و كأنه قيل: أيها الغني أعطيتكالمال فشكرت فصرت من الشاكرين، فأخرج منيدك نصيبا منه حتى تصبر على فقدان ذلكالمقدار فتصير بسببه من الصابرين، و أيهاالفقير ما أعطيتك الأموال الكثيرة فصبرتفصرت من الصابرين، و لكني أوجب على الغنيأن يصرف إليك طائفة من ذلك المال حتى إذادخل ذلك المقدار في ملكك شكرتني، فصرت منالشاكرين، فكان إيجاب الزكاة سببا في جعلجميع المكلفين موصوفين بصفة الصبر و الشكرمعا.

الوجه الثامن:

كأنه سبحانه يقول للفقير إن كنت قد منعتكالأموال الكثيرة، و لكني جعلت نفسي مديونامن قبلك، و إن كنت قد أعطيت الغني أموالاكثيرة لكني كلفته أن يعدوا خلفك، و أنيتضرع إليك حتى تأخذ ذلك القدر منه، فتكونكالمنعم عليه بأن خلصته من النار.

فإن قال الغني: قد أنعمت عليك بهذاالدينار، فقل أيها الفقير بل أنا المنعمعليك حيث خلصتك في الدنيا من الذم و العار،و في الآخرة من عذاب النار، فهذه جملة منالوجوه في حكمة إيجاب الزكاة بعضهايقينية، و بعضها إقناعية، و العالم بأسرارحكم اللّه و حكمته ليس إلا اللّه. و اللّهأعلم.

المقام الثاني:

في تفسير هذه الآية و فيهمسائل:

المسألة الأولى: قوله: إِنَّمَاالصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ

الآية تدل على أنه لا حق في الصدقات لأحدإلا لهذه الأصناف الثمانية، و ذلك مجمععليه، و أيضا فلفظة (إنما) تفيد الحصر و يدلعليه وجوه: الأول: أن كلمة

/ 177