[سورة التوبة (9): آية 33] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اعلم أن المقصود منه بيان نوع ثالث منالأفعال القبيحة الصادرة عن رؤساء اليهودو النصارى، و هو سعيهم في إبطال أمرمحمدصلّى الله عليه وسلّم، وجدهم في إخفاءالدلائل الدالة على صحة شرعه و قوة دينه، والمراد من النور: الدلائل الدالة على صحةنبوته، و هي أمور كثيرة جدا. أحدها:المعجزات القاهرة التي ظهرت على يده، فإنالمعجز إما أن يكون دليلا على الصدق أو لايكون، فإن كان دليلا على الصدق، فحيث ظهرالمعجز لا بد من حصول الصدق، فوجب كون محمدصلّى الله عليه وسلّم صادقا، و إن لم يدلعلى الصدق قدح ذلك في نبوة موسى و عيسىعليهما السلام. و ثانيها: القرآن العظيمالذي ظهر على لسان محمد صلّى الله عليهوسلّم مع أنه من أول عمره إلى آخره ما تعلمو ما طالع و ما استفاد و ما نظر في كتاب، وذلك من أعظم المعجزات. و ثالثها: أن حاصلشريعته تعظيم اللّه و الثناء عليه، والانقياد لطاعته و صرف النفس عن حبالدنيا، و الترغيب في سعادات الآخرة. والعقل يدل على أنه لا طريق إلى اللّه إلامن هذا الوجه. و رابعها: أن شرعه كان خالياعن جميع العيوب، فليس فيه إثبات ما لا يليقباللَّه، و ليس فيه دعوة إلى غير اللّه، وقد ملك البلاد العظيمة، و ما غير طريقته فياستحقار الدنيا، و عدم الالتفات إليها، ولو كان مقصوده طلب الدنيا لما بقي الأمركذلك، فهذه الأحوال دلائل نيرة و براهينقاهرة في صحة قوله، ثم إنهم بكلماتهمالركيكة و شبهاتهم السخيفة، و أنواع كيدهمو مكرهم، أرادوا إبطال هذه الدلائل، فكانهذا جاريا مجرى من يريد إبطال نور الشمسبسبب أن ينفخ فيها، و كما أن ذلك باطل و عملضائع، فكذا ههنا، فهذا هو المراد من قوله:يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِبِأَفْواهِهِمْ ثم إنه تعالى وعد محمداصلّى الله عليه وسلّم مزيد النصرة و القوةو إعلاء الدرجة و كمال الرتبة فقال: وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّنُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ.

فإن قيل: كيف جاز أبى اللّه إلا كذا، و لايقال كرهت أو أبغضت إلا زيدا؟

قلنا: أجرى (أبى) مجرى لم يرد، و التقدير:ما أراد اللّه إلا ذلك، إلا أن الإباء يفيدزيادة عدم الإرادة و هي المنع و الامتناع،و الدليل عليه قوله صلّى الله عليه وسلّم:«و إن أرادوا ظلمنا أبينا» فامتدح بذلك، ولا يجوز أن يمتدح بأنه يكره الظلم، لأن ذلكيصح من القوي و الضعيف، و يقال: فلان أبىالضيم، و المعنى ما ذكرناه، و إنما سمىالدلائل بالنور لأن النور يهدي إلى الصوابفكذلك الدلائل تهدي إلى الصواب فيالأديان.

[سورة التوبة (9): آية 33]

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُبِالْهُدى‏ وَ دِينِ الْحَقِّلِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)

اعلم أنه تعالى لما حكى عن الأعداء أنهميحاولون إبطال أمر محمد صلّى الله عليهوسلّم و بين تعالى أنه يأبى ذلك الإبطال وأنه يتم أمره، بين كيفية ذلك الإتمام فقال:هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُبِالْهُدى‏ وَ دِينِ الْحَقِّ.

و اعلم أن كمال حال الأنبياء صلوات اللّهعليهم لا تحصل إلا بمجموع أمور: أولها:كثرة الدلائل و المعجزات، و هو المراد منقوله: أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏ وثانيها: كون دينه مشتملا على أمور يظهر لكلأحد كونها موصوفة بالصواب و الصلاح ومطابقة الحكمة و موافقة المنفعة في الدنياو الآخرة، و هو المراد من قوله: وَ دِينِالْحَقِّ و ثالثها: صيرورة دينه مستعلياعلى سائر الأديان غالبا عليها غالبالأضدادها قاهرا لمنكريها، و هو المراد منقوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِكُلِّهِ.

و اعلم أن ظهور الشي‏ء على غيره قد يكونبالحجة، و قد يكون بالكثرة و الوفور، و قديكون بالغلبة

/ 177