المسألة الأولى: قال النحويون: في الآيةمحذوف، - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المسألة الأولى: قال النحويون: في الآيةمحذوف،

كأنه قيل: إنما يريد اللّه أن يملي لهمفيها ليعذبهم، و يجوز أيضا أن يكون هذااللام بمعنى «أن» كقوله: يُرِيدُ اللَّهُلِيُبَيِّنَ لَكُمْ [النساء: 26] أي أن يبينلكم.

المسألة الثانية: قال مجاهد و السدي وقتادة: في الآية تقديم و تأخير.

و التقدير: فلا تعجبك أموالهم و لاأولادهم في الحياة الدنيا، إنما يريداللّه ليعذبهم بها في الآخرة. و قالالقاضي: وههنا سؤالان: الأول: و هو أن يقال:المال و الولد لا يكونان عذابا، بل هما منجملة النعم التي من اللّه بها على عباده،فعند هذا إلتزم هؤلاء التقديم و التأخير،إلا أن هذا الإلتزام لا يدفع هذا السؤال.لأنه يقال: بعد هذا التقديم و التأخير،فكيف يكون المال و الولد عذابا؟ فلا بد لهممن تقدير حذف في الكلام بأن يقولوا أرادالتعذيب بها من حيث كانت سببا للعذاب، وإذا قالوا ذلك فقد استغنوا عن التقديم والتأخير، لأنه يصح أن يقال يريد اللّه أنيعذبهم بها في الدنيا من حيث كانت سبباللعذاب، و أيضا فلو أنه قال: (فلا تعجبكأموالهم و لا أولادهم في الحياة الدنيا) لميكن لهذه الزيادة كثير فائدة، لأن منالمعلوم أن الإعجاب بالمال و الولد لايكون إلا في الدنيا، و ليس كذلك حالالعذاب، فإنها قد تكون في الدنيا كما تكونفي الآخرة، فثبت أن القول بهذا التقديم والتأخير ليس بشي‏ء.

المسألة الثالثة: الأموال و الأولاديحتمل أن تكون سببا للعذاب في الدنيا، ويحتمل أن تكون سببا للعذاب في الآخرة.

أما كونها سببا للعذاب في الدنيا فمنوجوه: الأول: أن كل من كان حبه للشي‏ء أشد وأقوى، كان حزنه و تألم قلبه على فواته أعظمو أصعب، و كان خوفه على فواته أشد و أصعب،فالذين حصلت لهم الأموال الكثيرة والأولاد إن كانت تلك الأشياء باقية عندهمكانوا في ألم الخوف الشديد من فواتها، و إنفاتت و هلكت كانوا في ألم الحزن الشديدبسبب فواتها. فثبت أنه بحصول موجباتالسعادات الجسمانية لا ينفك عن تلك القلبإما بسبب خوف فواتها و إما بسبب الحزن منوقوع فواتها. و الثاني: أن هذه يحتاج فياكتسابها و تحصيلها إلى تعب شديد و مشقةعظيمة، ثم عند حصولها يحتاج إلى متاعب أشدو أشق و أصعب و أعظم في حفظها، فكان حفظالمال بعد حصوله أصعب من اكتسابه،فالمشغوف بالمال و الولد أبدا يكون في تعبالحفظ و الصون عن الهلاك، ثم إنه لا ينتفعإلا بالقليل من تلك الأموال، فالتعب كثيرو النفع قليل.

و الثالث: أن الإنسان إذا عظم حبه لهذهالأموال و الأولاد، فإما أن تبقى عليه هذهالأموال و الأولاد إلى آخر عمره، أو لاتبقى، بل تهلك و تبطل. فإن كان الأول، فعندالموت يعظم حزنه و تشتد حسرته، لأن مفارقةالمحبوب شديدة، و ترك المحبوب أشد و أشق، وإن كان الثاني و هو أن هذه الأشياء تهلك وتبطل حال حياة الإنسان عظم أسفه عليها، واشتد تألم قلبه بسببها، فثبت أن حصولالأموال و الأولاد سبب لحصول العذاب فيالدنيا. الرابع: أن الدنيا حلوة خضرة والحواس مائلة إليها، فإذا كثرت و توالتاستغرقت فيها و انصرفت النفس بكليتهاإليها، فيصير ذلك سببا لحرمانه عن ذكراللّه، ثم إنه يحصل في قلبه نوع قسوة و قوةو قهر، و كلما كان المال و الجاه أكثر. كانتتلك القسوة أقوى، و إليه الإشارة بقولهتعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى‏ أَنْرَآهُ اسْتَغْنى‏ [العلق: 6، 7] فظهر أنكثرة الأموال و الأولاد سبب قوي في زوال حباللّه و حب الآخرة عن القلب و في حصول حبالدنيا و شهواتها في القلب، فعند الموتكان الإنسان ينتقل من البستان إلى السجن ومن مجالسة الأقرباء و الأحباء إلى موضعالكربة و الغربة، فيعظم تألمه و تقوىحسرته، ثم عند الحشر حلالها حساب، وحرامها عقاب. فثبت أن كثرة الأموال والأولاد سبب لحصول العذاب في الدنيا والآخرة.

/ 177