المسألة الثالثة: الآية تدل على أن من طلبالدنيا آل أمره في الدين إلى النفاق.
و أما من طلب الدنيا بقدر ما أذن اللّهفيه، و كان غرضه من الدنيا أن يتوسل إلىمصالح الدين فهذا هو الطريق الحق، و الأصلفي هذا الباب أن يكون راضيا بقضاء اللّه،ألا ترى أنه قال: وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُواما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَااللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُإِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ فذكر فيهمراتب أربعة:
المرتبة الأولى:
الرضا بما آتاهم اللّه ورسوله لعلمه بأنه تعالى حكيم منزه عنالعبث و الخطأ، و حكيم بمعنى أنه عليمبعواقب الأمور، و كل ما كان حكما له و قضاءكان حقا و صوابا و لا اعتراض عليه.
و المرتبة الثانية:
أن يظهر آثار ذلكالرضا على لسانهم، و هو قوله: وَ قالُواحَسْبُنَا اللَّهُ يعني أن غيرنا أخذواالمال و نحن لما رضينا بحكم اللّه و قضائهفقد فزنا بهذه المرتبة العظيمة فيالعبودية، فحسبنا اللّه.
المرتبة الثالثة:
و هي أن الإنسان إذا لميبلغ إلى تلك الدرجة العالية التي عندهايقول: حَسْبُنَا اللَّهُ نزل