المسألة الثالثة: الآية تدل على أن من طلبالدنيا آل أمره في الدين إلى النفاق. - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصَّدَقاتِ لا يدل على أن ذلك اللمز كانلهذا السبب، إلا أن الروايات التي ذكرناهادلت أن سبب اللمز هو ذلك، و لو لا هذهالروايات لكان يحتمل وجوها أخر سواها.فأحدها: أن يقولوا أخذ الزكوات مطلقا غيرجائز، لأن انتزاع كسب الإنسان من يده غيرجائز. أقصى ما في الباب أن يقال: يأخذهاليصرفها إلى الفقراء إلا أن الجهال منهمكانوا يقولون إن اللّه تعالى أغنىالأغنياء، فوجب أن يكون هو المتكفل بمصالحعبيده الفقراء: فأما أن يأمرنا بذلك فهوغير معقول. فهذا هو الذي حكاه اللّه تعالىعن بعض اليهود، و هو أنهم قالوا: إِنَّاللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ وثانيها: أن يقولوا هب أنك تأخذ الزكوات إلاأن الذي تأخذه كثير، فوجب أن تقنع بأقل منذلك. و ثالثها: أن يقولوا هب أنك تأخذ هذاالكثير إلا أنك تصرفه إلى غير مصرفه. و هذاهو الذي دلت الأخبار على أن القوم أرادوه.قال أهل المعاني: هذه الآية تدل على ركاكةأخلاق أولئك المنافقين و دناءة طباعهم، وذلك لأنه لشدة شرههم إلى أخذ الصدقاتعابوا الرسول فنسبوه إلى الجور في القسمة،مع أنه كان أبعد خلق اللّه تعالى عن الميلإلى الدنيا. قال الضحاك: كان رسول اللّهصلّى الله عليه وسلّم يقسم بينهم ما آتاهاللّه من قليل المال و كثيره، و كانالمؤمنون يرضون بما أعطوا و يحمدون اللّهعليه. و أما المنافقون: فإن أعطوا كثيرافرحوا و إن أعطوا قليلا سخطوا، و ذلك يدلعلى أن رضاهم و سخطهم لطلب النصيب لا لأجلالدين. و قيل: إن النبي صلّى الله عليهوسلّم كان يستعطف قلوب أهل مكة يومئذبتوفر الغنائم عليهم، فسخط المنافقون. وقوله: إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ كلمة إِذاللمفاجأة، أي و إن لم يعطوا منها فاجؤاالسخط.

ثم قال: وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا الآية والمعنى: و لو أنهم رضوا بما أعطاهم رسولاللّه صلّى الله عليه وسلّم من الغنيمة وطابت نفوسهم و إن قل، و قالوا: كفانا ذلك وسيرزقنا اللّه غنيمة أخرى، فيعطينا رسولاللّه صلّى الله عليه وسلّم أكثر مماأعطانا اليوم، إنا إلى طاعة اللّه وإفضاله و إحسانه لراغبون.

و اعلم أن جواب «لو» محذوف، و التقدير:لكان خيرا لهم و أعود عليهم، و ذلك لأنهغلب عليهم النفاق و لم يحضر الإيمان فىقلوبهم، فيتوكلوا على اللّه حق توكله، وترك الجواب في هذا المعرض أدل على التعظيمو التهويل، و هو كقولك للرجل: لو جئتنا، ثملا تذكر الجواب، أي لو فعلت ذلك لرأيت أمراعظيما.

المسألة الثالثة: الآية تدل على أن من طلبالدنيا آل أمره في الدين إلى النفاق.

و أما من طلب الدنيا بقدر ما أذن اللّهفيه، و كان غرضه من الدنيا أن يتوسل إلىمصالح الدين فهذا هو الطريق الحق، و الأصلفي هذا الباب أن يكون راضيا بقضاء اللّه،ألا ترى أنه قال: وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُواما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَااللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُإِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ فذكر فيهمراتب أربعة:

المرتبة الأولى:

الرضا بما آتاهم اللّه ورسوله لعلمه بأنه تعالى حكيم منزه عنالعبث و الخطأ، و حكيم بمعنى أنه عليمبعواقب الأمور، و كل ما كان حكما له و قضاءكان حقا و صوابا و لا اعتراض عليه.


و المرتبة الثانية:

أن يظهر آثار ذلكالرضا على لسانهم، و هو قوله: وَ قالُواحَسْبُنَا اللَّهُ يعني أن غيرنا أخذواالمال و نحن لما رضينا بحكم اللّه و قضائهفقد فزنا بهذه المرتبة العظيمة فيالعبودية، فحسبنا اللّه.


المرتبة الثالثة:

و هي أن الإنسان إذا لميبلغ إلى تلك الدرجة العالية التي عندهايقول: حَسْبُنَا اللَّهُ نزل‏

/ 177