المسألة الأولى: اختلف الناس في المراد. - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بالمحابطة، و أنه بقي كل واحد منهما كماكان من غير أن يتأثر أحدهما بالآخر، و ممايعين هذه الآية على نفي القول بالمحابطةأنه تعالى وصف العمل الصالح و العملالسي‏ء بالمخالطة. و المختلطان لابد و أنيكونا باقيين حال اختلاطهما، لأنالاختلاط صفة للمختلطين، و حصول الصفة حالعدم الموصوف محال، فدل على بقاء العملينحال الاختلاط.

ثم قال تعالى: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَعَلَيْهِمْ و فيه مباحث:

البحث الأول:

ههنا سؤال، و هو أن كلمة (عسى)شك و هو في حق اللّه تعالى محال،

و جوابه من وجوه:

الوجه الأول:

قال المفسرون: كلمة عسى مناللّه واجب، و الدليل عليه قوله تعالى:فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَبِالْفَتْحِ [المائدة: 52] و فعل ذلك، وتحقيق القول فيه أن القرآن نزل على عرفالناس في الكلام، و السلطان العظيم إذاالتمس المحتاج منه شيئا فإنه لا يجيب إليهإلا على سبيل الترجي مع كلمة عسى، أو لعل،تنبيها على أنه ليس لأحد أن يلزمني شيئا وأن يكلفني بشي‏ء بل كل ما أفعله فإنماأفعله على سبيل التفضل و التطول، فذكركلمة (عسى) الفائدة فيه هذا المعنى، مع أنهيفيد القطع بالإجابة.

الوجه الثاني:

في الجواب، المقصود منهبيان أنه يجب أن يكون المكلف على الطمع والإشفاق لأنه أبعد من الأنكار و الإهمال.

البحث الثاني:

قال أصحابنا قوله: عَسَىاللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ صريح فيأن التوبة لا تحصل إلا من خلق اللّه تعالى،

و العقل أيضا دليل عليه، لأن الأصل فيالتوبة الندم، و الندم لا يحصل باختيارالعبد لأن إرادة الفعل و الترك إن كانتفعلا للعبد افتقر في فعلها إلى إرادةأخرى، و أيضا فإن الإنسان قد يكون عظيمالرغبة في فعل معين، ثم يصير عظيم الندامةعليه، و حال كونه راغبا فيه لا يمكنه دفعتلك الرغبة عن القلب، و حال صيرورته نادماعليه لا يمكنه دفع تلك الندامة عن القلب،فدل هذا على أنه لا قدرة للعبد على تحصلالندامة، و على تحصيل الرغبة، قالتالمعتزلة: المراد من قوله: يتوب اللّه أنهيقبل توبته.

و الجواب: أن الصرف عن الظاهر إنما يحسن،إذا ثبت بالدليل أنه لا يمكن إجراء اللفظعلى ظاهره، أما ههنا، فالدليل العقلي أنهلا يمكن إجراء اللفظ إلا على ظاهره، فكيفيحسن التأويل.

البحث الثالث:

قوله: عَسَى اللَّهُ أَنْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ يقتضي أن هذه التوبةإنما تحصل في المستقبل.

و قوله: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوابِذُنُوبِهِمْ دل على أن ذلك الاعتراف حصلفي الماضي، و ذلك يدل على أن ذلك الاعترافما كان نفس التوبة، بل كان مقدمة للتوبة، وأن التوبة إنما تحصل بعدها.

ثم قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْصَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْبِها و فيه مسائل:

المسألة الأولى: اختلف الناس في المراد.

فقال بعضهم: هذا راجع إلى هؤلاء الذينتابوا، و ذلك لأنهم بذلوا أموالهم للصدقة،فأوجب اللّه تعالى أخذها، و صار ذلكمعتبرا في كمال توبتهم لتكون جارية فيحقهم مجرى الكفارة، و هذا قول الحسن، و كانيقول ليس المراد من هذه الآية الصدقةالواجبة، و إنما هي صدقة كفارة الذنب الذيصدر منهم.

/ 177