[سورة التوبة (9): آية 36] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الغرض منه تعظيم الوعيد، لأنهم إذاعاينوا ما يعذبون به من درهم أو من دينارأو من صفيحة معمولة منهما أو من أحدهماجوزوا فيه أن يكون عن الحق الذي منعه وجوزوا خلاف ذلك، فعظم اللّه تبكيتهم بأنيقال لهم هذا ما كنزتم لأنفسكم لم تؤثروابه رضا ربكم و لا قصدتم بالإنفاق منه نفعأنفسكم و الخلاص به من عقاب ربكم فصرتمكأنكم ادخرتموه ليجعل عقابا لكم على ماتشاهدونه، ثم يقول تعالى: فَذُوقُوا ماكُنْتُمْ تَكْنِزُونَ و معناه لم تصرفوهلمنافع دينكم و دنياكم على ما أمركم اللّهبه فذوقوا وبال ذلك به لا بغيره.

[سورة التوبة (9): آية 36]

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَاللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِاللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاتَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمايُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَ اعْلَمُواأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)

[في قوله تعالى إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِعِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِيكِتابِ اللَّهِ‏]

اعلم أن هذا شرح النوع الثالث من قبائحأعمال اليهود و النصارى و المشركين، و هوإقدامهم على السعي في تغييرهم أحكاماللّه، و ذلك لأنه تعالى لما حكم في كل و قتبحكم خاص، فإذا غيروا تلك الأحكام بسببالنسى‏ء فحينئذ كان ذلك سعيا منهم فيتغيير حكم السنة بحسب أهوائهم و آرائهمفكان ذلك زيادة في كفرهم و حسرتهم،

و في الآية مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أن السنة عند العربعبارة عن اثني عشر شهرا من الشهورالقمرية،

و الدليل عليه هذه الآية و أيضا قولهتعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُمَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَالسِّنِينَ وَ الْحِسابَ [يونس: 5] فجعلتقدير القمر بالمنازل علة للسنين والحساب، و ذلك إنما يصح إذا كانت السنةمعلقة بسير القمر، و أيضا قال تعالى:يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْهِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَ الْحَجِّ[البقرة: 189] و عند سائر الطوائف: عبارة عنالمدة التي تدور الشمس فيها دورة تامة، والسنة القمرية أقل من السنة الشمسيةبمقدار معلوم، و بسبب ذلك النقصان تنتقلالشهور القمرية من فصل إلى فصل، فيكونالحج واقعا في الشتاء مرة، و في الصيفأخرى، و كان يشق الأمر عليهم بهذا السبب، وأيضا إذا حضروا الحج حضروا للتجارة، فربماكان ذلك الوقت غير موافق لحضور التجاراتمن الأطراف، و كان يخل أسباب تجاراتهمبهذا السبب، فلهذا السبب أقذموا على عملالكبيسة على ما هو معلوم في علم الزيجات، واعتبروا السنة الشمسية، و عند ذلك بقيزمان الحج مختصا بوقت و احد معين موافقلمصلحتهم و انتفعوا بتجاراتهم و مصالحهم،فهذا النسى‏ء و إن كان سببا لحصول المصالحالدنيوية، إلا أنه لزم منه تغير حكم اللّهتعالى، لأنه تعالى لما خص الحج بأشهرمعلومة على التعيين، و كان بسبب ذلكالنسى‏ء، يقع في سائر الشهور تغير حكماللّه و تكليفه. فالحاصل: أنهم لرعايةمصالحهم في الدنيا سعوا في تغيير أحكاماللّه و إبطال تكليفه، فلهذا المعنىاستوجبوا الذم العظيم في هذه الآية.

و اعلم أن السنة الشمسية لما كانت زائدةعلى السنة القمرية جمعوا تلك الزيادة،فإذا بلغ مقدارها إلى شهر جعلوا تلك السنةثلاثة عشر شهرا، فأنكر اللّه تعالى ذلكعليهم و قال: إن حكم اللّه أن تكون السنةاثني عشر شهرا لا أقل و لا أزيد، و تحكمهمعلى بعض السنين، أنه صار ثلاثة عشر شهراحكم واقع على خلاف حكم اللّه تعالى، و يوجبتغيير تكاليف اللّه تعالى، و كل ذلك علىخلاف الدين.

و اعلم أن مذهب العرب من الزمان الأول أنتكون السنة قمرية لا شمسية، و هذا حكمتورثوه عن إبراهيم‏

/ 177