المسألة الأولى: قال ابن عباس رضي اللّهعنهما: إن عند نزول الآية الأولى فيالمنافقين، قالوا: يا رسول اللّه استغفرلنا.
فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّمسأستغفر لكم، و أشتغل بالاستغفار لهم،فنزلت هذه الآية، فترك رسول اللّه صلّىالله عليه وسلّم الاستغفار. و قال الحسن:كانوا يأتون رسول اللّه، فيعتذرون إليه ويقولون إن أردنا إلا الحسنى و ما أردنا إلاإحسانا و توفيقا، فنزلت هذه الآية. و روىالأصم: أنه كان عبد اللّه بن أبي بن سلولإذا خطب الرسول. قام و قال هذا رسول اللّهأكرمه اللّه و أعزه و نصره، فلما قام ذلكالمقام بعد أحد قال له عمر: اجلس يا عدواللّه، فقد ظهر كفرك و جبهه الناس من كلجهة، فخرج من المسجد، و لم يصل فلقيه رجلمن قومه. فقال له:ما صرفك؟ فحكى القصة. فقال: ارجع إلى رسولاللّه يستغفر لك. فقال: ما أبالي أستغفر ليأو لم يستغفر لي فنزل وَ إِذا قِيلَ لَهُمْتَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُاللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ [المنافقون:5] و جاء المنافقون بعد أحد يعتذرون ويتعللون بالباطل أن يستغفر لهم.
و روى الشعبي قال: دعا عبد اللّه بن عبداللّه بن أبي بن سلول رسول اللّه صلّى اللهعليه وسلّم إلى جنازة أبيه فقال له عليهالسلام: «من أنت؟» فقال: أنا الحباب بن عبداللّه قال: بل أنت عبد اللّه بن عبد اللّه،إن الحباب هو الشيطان، ثم قرأ هذه الآية.قال القاضي: ظاهر