المسألة الثالثة: قرأ عاصم و الكسائي وعبد الوارث عن أبي عمرو عُزَيْرٌ بالتنوينو الباقون بغير التنوين.
قال الزجاج: الوجه إثبات التنوين. فقوله:عُزَيْرٌ مبتدأ وقوله: ابْنُ اللَّهِخبره، و إذا كان كذلك فلا بد من التنوين فيحال السعة لأن عزيرا ينصرف سواء كانأعجميا أو عربيا، و سبب كونه منصرفا أمران:أحدهما: أنه اسم خفيف فينصرف، و إن كانأعجميا كهود و لوطو الثاني: أنه على صيغةالتصغير و أن الأسماء الأعجمية لا تصغر، وأما الذين تركوا التنوين فلهم فيه ثلاثةأوجه:الوجه الأول:
أنه أعجمي و معرفة، فوجب أنلا ينصرف.الوجه الثاني:
أن قوله: ابْنُ صفة و الخبرمحذوف و التقدير: عزير ابن اللّه معبودنا،و طعن عبد القاهر الجرجاني في هذا الوجه فيكتاب «دلائل الإعجاز»، و قال الاسم إذاوصف بصفة ثم أخبر عنه فمن كذبه انصرفالتكذيب إلى الخبر، و صار ذلك الوصف مسلمافلما كان المقصود بالإنكار هو قولهم عزيرابن اللّه معبودنا، لتوجه الإنكار إلىكونه معبودا لهم، و حصل كونه ابنا للَّه، ومعلوم أن ذلك كفر، و هذا الطعن عندي ضعيف.أما قوله إن من أخبر عن ذات موصوفة بصفةبأمر من الأمور وأنكره منكر، توجه الإنكارإلى الخبر فهذا مسلم. و أما قوله: و يكونذلك تسليما لذلك الوصف فهذا ممنوع، لأنهلا يلزم من كونه مكذبا لذلك الخبربالتكذيب أن يدل على أن ما سواه لا يكذبهبل يصدقه، و هذا بناء على دليل الخطاب و هوضعيف لا سيما في مثل هذا المقام.الوجه الثالث:
قال الفراء: نون التنوينساكنة من عزير، و الباء في قوله: ابْنُاللَّهِ ساكنة فحصل ههنا التقاءالساكنين، فحذف نون التنوين للتخفيف، وأنشد الفراء:
فألفيته غير مستعتب
و لا ذاكر اللّه إلاقليلا
و لا ذاكر اللّه إلاقليلا
و لا ذاكر اللّه إلاقليلا