المسألة السادسة: قوله: إِنَّ صَلاتَكَسَكَنٌ لَهُمْ‏ - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

على مثال المرآة المشرقة المتقابلة.فلهذا السبب فإن من أراد أن يقرأ وظيفة علىأستاذه فالأدب أن يبدأ بحمد اللّه والثناء على الملائكة و الأنبياء، ثم يدعولأستاذه ثم يشرع في القراءة، و المقصودمنها أن يقوي التعلق بين روحه و بين هذهالأرواح المقدسة الطاهرة، حتى أن بسبب قوةذلك التعلق ربما ظهر شي‏ء من أنوارها وآثارها في روح هذا الطالب، فيستقر في عقلهمن الأنوار الفائضة منها، و يقوي روحهبمدد ذلك الفيض على إدراك المعارف والعلوم. إذا عرفت هذا فإذا قال لغيره:«سلام عليكم» حدث بينهما تعلق شديد، و حصلبسبب ذلك التعلق تطابق الأرواح و تعاكسالأنوار، و لنكتف بهذا القدر في هذاالباب، فإنا قد ذكرنا أن هذا الفصل أجنبيعن هذا الكلام. و اللّه أعلم.

المسألة السادسة: قوله: إِنَّ صَلاتَكَسَكَنٌ لَهُمْ‏

قال الواحدي: السكن في اللغة ما سكنتإليه، و المعنى: أن صلاتك عليهم توجب سكوننفوسهم إليك، و للمفسرين عبارات: قال ابنعباس رضي اللّه عنهما: دعاؤك رحمة لهم. وقال قتادة: و قار لهم. و قال الكلبي:طمأنينة لهم، و قال الفراء: إذا استغفرتلهم سكنت نفوسهم إلى أن اللّه تعالى قبلتوبتهم. و أقول: إن روح محمد عليه السلامكانت روحا قوية مشرقة صافية باهرة، فإذادعا محمد لهم و ذكرهم بالخير فاضت آثار منقوته الروحانية على أرواحهم، فأشرقت بهذاالسبب أرواحهم وصفت أسرارهم، و انتقلوا منالظلمة إلى النور، و من الجسمانية إلىالروحانية، و تقريره ما تقدم في المسألةالخامسة.

ثم قال: وَ اللَّهُ سَمِيعٌ لقولهم:عَلِيمٌ بنياتهم.

[سورة التوبة (9): آية 104]

أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَيَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَ أَنَّ اللَّهَهُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)

و اعلم أنه تعالى لما حكى عن القوم الذينتقدم ذكرهم أنهم تابوا عن ذنوبهم و أنهمتصدقوا و هناك لم يذكر إلا قوله: عَسَىاللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ و ما كانذلك صريحا في قبول التوبة ذكر في هذه الآيةأنه يقبل التوبة و أنه يأخذ الصدقات، والمقصود ترغيب من لم يتب في التوبة، وترغيب كل العصاة في الطاعة.

و في الآية مسائل:

المسألة الأولى: قال أبو مسلم قوله: أَلَمْ يَعْلَمُوا و إن كان بصيغةالاستفهام، إلا أن المقصود منه التقرير فيالنفس،

و من عادة العرب في إيهام المخاطب و إزالةالشك عنه أن يقولوا: أما علمت أن من علمكيجب عليك خدمته. أما علمت أن من أحسن إليكيجب عليك شكره، فبشر اللّه تعالى هؤلاءالتائبين بقبول توبتهم و صدقاتهم.

ثم زاده تأكيدا بقوله: هُوَ التَّوَّابُالرَّحِيمُ.

المسألة الثانية: قال صاحب «الكشاف»:قرى‏ء أَ لَمْ يَعْلَمُوا بالياء والتاء،

و فيه وجهان: الأول: أن يكون المراد من هذهالآية هؤلاء الذين تابوا يعني أَ لَمْيَعْلَمُوا قبل أن يتاب عليهم و تقبلصدقاتهم، أن اللّه يقبل التوبة الصحيحة، ويقبل الصدقات الصادرة عن خلوص النية، والثاني: أن يكون المراد من هذه الآية غيرالتائبين ترغيبا لهم في التوبة. روي أنرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لما حكمبصحة توبتهم قال: «الذين لم يتوبوا هؤلاءالذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمونو لا يجالسون فما لهم» فنزلت هذه الآية.

/ 177