المسألة الثانية: اختلفوا في أن المدحالحاصل في هذه الآية هل يتناول جميعالصحابة أم يتناول بعضهم؟ - مفاتیح الشرائع جلد 16

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ و السبق فيالهجرة وصف مناسب للتعظيم، و ذكر الحكمعقيب الوصف المناسب، يدل على كون ذلكالحكم معللا بذلك الوصف، فدل هذا على أنالتعظيم الحاصل من قوله: رَضِيَ اللَّهُعَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ معلل بكونهمسابقين في الهجرة، و العلة ما دامتموجودة، وجب ترتب المعلول عليها، و كونهمسابقين في الهجرة وصف دائم في جميع مدةوجودهم، فوجب أن يكون ذلك الرضوان حاصلافي جميع مدة وجودهم، أو نقول: إنه تعالىقال: وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِيتَحْتَهَا الْأَنْهارُ و ذلك يقتضي أنهتعالى قد أعد تلك الجنات و عينها لهم، وذلك يقتضي بقاءهم على تلك الصفة التيلأجلها صاروا مستحقين لتلك الجنات، و ليسلأحد أن يقول: المراد أنه تعالى أعدها لهملو بقوا على صفة الإيمان، لأنا نقول: هذازيادة إضمار و هو خلاف الظاهر. و أيضا فعلىهذا التقدير: لا يبقى بين هؤلاء المذكورينفي هذا المدح، و بين سائر الفرق فرق، لأنهتعالى: أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِيتَحْتَهَا الْأَنْهارُ و لفرعون و هامان وأبي جهل و أبي لهب، لو صاروا مؤمنين، ومعلوم أنه تعالى إنما ذكر هذا الكلام فيمعرض المدح العظيم و الثناء الكامل، وحمله على ما ذكروه يوجب بطلان هذا المدح والثناء، فسقط هذا السؤال. فظهر أن هذهالآية دالة على فضل أبي بكر، و على صحةالقول بإمامته قطعا.

المسألة الثانية: اختلفوا في أن المدحالحاصل في هذه الآية هل يتناول جميعالصحابة أم يتناول بعضهم؟

فقال قوم: إنه يتناول الذين سبقوا فيالهجرة و النصرة، و على هذا فهو لا يتناولإلا قدماء الصحابة، لأن كلمة (من) تفيدالتبعيض، و منهم من قال: بل يتناول جميعالصحابة، لأن جملة الصحابة موصوفونبكونهم سابقين أولين بالنسبة إلى سائرالمسلمين، و كلمة (من) في قوله: مِنَالْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ ليستللتبعيض، بل للتبيين، أي و السابقونالأولون الموصوفون بوصف كونهم مهاجرين وأنصارا كما في قوله تعالى:

فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَالْأَوْثانِ [الحج: 30] و كثير من الناسذهبوا إلى هذا القول، روي عن حميد بن زيادأنه قال: قلت يوما لمحمد بن كعب القرظي ألاتخبرني عن أصحاب الرسول عليه السلام فيماكان بينهم، و أردت الفتن، فقال لي: إناللّه تعالى قد غفر لجميعهم، و أوجب لهمالجنة في كتابه، محسنهم و مسيئهم، قلت له:

و في أي موضع أوجب لهم الجنة؟ قال: سبحاناللّه! ألا تقرأ قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَالْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ إلى آخرالآية؟ فأوجب اللّه لجميع أصحاب النبيعليه السلام الجنة و الرضوان، و شرط علىالتابعين شرطا شرطه عليهم. قلت: و ما ذاكالشرط؟ قال: اشترط عليهم أن يتبعوهمبإحسان في العمل، و هو أن يقتدوا بهم فيأعمالهم الحسنة، و لا يقتدوا بهم في غيرذلك، أو يقال: المراد أن يتبعوهم بإحسان فيالقول، و هو أن لا يقولوا فيهم سوءا، و أنلا يوجهوا الطعن فيما أقدموا عليه. قالحميد بن زياد: فكأني ما قرأت هذه الآية قط!.

المسألة الثالثة: روي أن عمر بن الخطابرضي اللّه عنه كان يقرأ و السابقونالأولون من المهاجرين و الأنصار الذيناتبعوهم بإحسان‏

فكان يعطف قوله: الْأَنْصارِ على قوله: وَالسَّابِقُونَ و كان يحذف الواو من قوله:وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ ويجعله وصفا للأنصار، و روي أن عمر رضياللّه عنه كان يقرأ هذه الآية على هذاالوجه. قال أبي: و اللّه لقد أقرأنيها رسولاللّه صلّى الله عليه وسلّم على هذاالوجه، و إنك لتبيع القرظ يومئذ ببقيعالمدينة، فقال عمر رضي اللّه عنه: صدقت،شهدتهم و غبنا، و فرغتم و شغلنا، و لئن شئتلتقولن نحن أوينا

/ 177