مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لقتال هوازن و ثقيف. و اختلفوا في عدد عسكررسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم فقالعطاء عن ابن عباس: كانوا ستة عشر ألفاً، وقال قتادة: كانوا اثني عشر ألفا عشر آلافالذين حضروا مكة، و ألفان من الطلقاء. وقال الكلبي: كانوا عشرة آلاف و بالجملةفكانوا عدداً كثيرين، و كان هوازن و ثقيفأربعة آلاف، فلما التقوا قال رجل منالمسلمين:

لن تغلب اليوم من قلة، فهذه الكلمة ساءترسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم و هيالمراد من قوله: إِذْ أَعْجَبَتْكُمْكَثْرَتُكُمْ و قيل إنه قالها رسول اللّهصلّى الله عليه وسلّم، و قيل قالها أبوبكرو إسناد هذه الكلمة إلى رسول اللَّه صلّىالله عليه وسلّم بعيد، لأنه كان في أكثرالأحوال متوكلا على اللَّه منقطع القلب عنالدنيا و أسبابها.

ثم قال تعالى: فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْشَيْئاً

و معنى الإغناء إعطاء ما يدفع الحاجةفقوله: فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً أيلم تعطكم شيئا يدفع حاجتكم و المقصود منهذا الكلام أن اللَّه تعالى أعلمهم أنهملا يغلبون بكثرتهم، و إنما يغلبون بنصراللّه، فلما أعجبوا بكثرتهم صاروامنهزمين،

و قوله: وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُبِما رَحُبَتْ‏

يقال رحب يرحب رحبا و رحابة، فقوله: بِمارَحُبَتْ أي يرحبها، و معناه مع رحبها«فما» هنا مع الفعل بمنزلة المصدر، والمعنى: أنكم لشدة ما لحقكم من الخوف ضاقتعليكم الأرض فلم تجدوا فيها موضعا يصلحلفراركم عن عدوكم. قال البراء بن عازب:كانت هوازن رماة فلما حملنا عليهم انكشفواو كببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام وانكشف المسلمون عن رسول اللَّه صلّى اللهعليه وسلّم، و لم يبق معه إلا العباس بنعبد المطلب و أبو سفيان بن الحرث قالالبراء: و الذي لا إله إلا هو ما ولى رسولاللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دبره قط،قال: و رأيته و أبو سفيان آخذ بالركاب، والعباس آخذ بلجام دابته وهو يقول: «أناالنبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» و طفقيركض بغلته نحو الكفار لا يبالي، و كانتبغلته شهباء، ثم قال للعباس: نادالمهاجرين و الأنصار، و كان العباس رجلاصيتا، فجعل ينادي يا عباد اللَّه يا أصحابالشجرة، يا أصحاب سورة البقرة، فجاءالمسلمون حين سمعوا صوته عنقا واحدا، وأخذ رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّمبيده كفا من الحصى فرماهم بها و قال: «شاهتالوجوه» فما زال أمرهم مدبرا، و حدهمكليلا حتى هزمهم اللَّه تعالى، ولم يبقمنهم يومئذ أحد إلا و قد امتلأت عيناه منذلك التراب، فذلك قوله: ثُمَّ أَنْزَلَاللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ.

و اعلم أنه تعالى لما بين أن الكثرة لاتنفع، و أن الذي أوجب النصر ما كان إلا مناللَّه ذكر أمورا ثلاثة:

أحدها: إنزال السكينة و السكينة ما يسكنإليه القلب و النفس، و يوجب الأمنة والطمأنينة، و أظن وجه الاستعارة فيه أنالأنسان إذا خاف فر و فؤادة متحرك، و إذاأمن سكن و ثبت، فلما كان الأمن موجباللسكون جعل لفظ السكينة كناية عن الأمن.

و اعلم أن قوله تعالى: ثُمَّ أَنْزَلَاللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ يدل على أن الفعلموقوف على حصول الداعي، و يدل على أن حصولالداعي، ليس إلا من قبل اللّه تعالى.

أما بيان الأول: فهو أن حال انهزام القوملم تحصل داعية السكون و الثبات في قلوبهم،فلا جرم لم يحصل السكون و الثبات، بل فرالقوم و انهزموا و لما حصلت السكينة التيهي عبارة عن داعية السكون و الثبات رجعواإلى رسول اللّه على الصلاة و السلام، وثبتوا عنده و سكنوا فدل هذا على أن حصولالفعل موقوف على حصول الداعية.

و أما بيان الثاني: وهو أن حصول تلكالداعية من اللّه تعالى فهو صريح.

/ 177