[سورة التوبة (9): الآيات 56 الى 57] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الجواب: أن الذي قاله تمويه عجيب، و ذلكلأن جميع الأمثلة التي ذكرها حاصلها يرجعإلى حرف واحد، و هو أنه يريد إزالة ذلكالشي‏ء، فإذا قال المريض للطبيب: أريد أنتدخل علي في وقت مرضي، كان معناه: أريد أنتسعى في إزالة مرضي، و إذا قال له: أريد أنتطيب جراحتي كان معناه: أريد أن تزيل عنيهذه الجراحة، و إذا قال السلطان: اقتلواالبغاة حال إقدامهم على الحرب، كان معناه:طلب إزالة تلك المحاربة و إبطالها وإعدامها، فثبت أن المراد و المطلوب في كلهذه الأمثلة إعدام ذلك الشي‏ء و إزالتهفيمتنع أن يكون وجوده مرادا بخلاف هذهالآية، و ذلك لأن إزهاق نفس الكافر ليسعبارة عن إزالة كفره، و ليس أيضا مستلزمالتلك الإزالة، بل هما أمران متناسبان، ولا منافاة بينهما ألبتة، فلما ذكر اللّهفي هذه الآية أنه أراد إزهاق أنفسهم حالكونهم كافرين، وجب أن يكون مريدا لكونهمكافرين حال حصول ذلك الإزهاق، كما أنه لوقال: أريد أن ألقى فلانا حال كونه فيالدار، فإنه يقتضي أن يكون قد أراد كونه فيالدار، و تمام التحقيق في هذا التقدير: أنالإزهاق في حال الكفر يمتنع حصوله إلا حالحصول الكفر، و مريد الشي‏ء مريد لما هو منضروراته، فلما أراد اللّه الإزهاق حالالكفر، و ثبت أن من أراد شيئا فقد أرادجميع ما هو من ضروراته، لزم كونه تعالىمريدا لذلك الكفر، فثبت أن الأمثلة التيأوردها الجبائي محض التمويه.

[سورة التوبة (9): الآيات 56 الى 57]

وَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْلَمِنْكُمْ وَ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْيَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْمُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَ هُمْيَجْمَحُونَ (57)

اعلم أنه تعالى لما بين كونهم مستجمعينلكل مضار الآخرة و الدنيا، خائبين عن جميعمنافع الآخرة و الدنيا، عاد إلى ذكرقبائحهم و فضائحهم، و بين إقدامهم علىالأيمان الكاذبة فقال: وَ يَحْلِفُونَبِاللَّهِ أي المنافقون للمؤمنين إذاجالسوهم إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ أي علىدينكم.

ثم قال تعالى: وَ ما هُمْ مِنْكُمْ أيليسوا على دينكم وَ لكِنَّهُمْ قَوْمٌيَفْرَقُونَ القتل، فأظهروا الإيمان وأسروا النفاق، و هو كقوله تعالى: وَ إِذالَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّاوَ إِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْقالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُمُسْتَهْزِؤُنَ [البقرة: 14] و الفرق الخوف،و منه يقال: رجل فروق. و هو الشديد الخوف، ومنها: أنهم لو وجدوا مفرا يتحصنون فيهآمنين على أنفسهم منكم لفروا إليه ولفارقوكم، فلا تظنوا أن موافقتهم إياكم فيالدار و المسكن عن القلب، فقوله: لَوْيَجِدُونَ مَلْجَأً الملجأ: المكان الذييتحصن فيه، و مثله اللجأ مقصورا مهموزا، وأصله من لجأ إلى كذا يلجأ لجأ بفتح اللام وسكون الجيم، و مثله التجأ و ألجأته إلىكذا، أي جعلته مضطرا إليه، و قوله: أَوْمَغاراتٍ هي جمع مغارة، و هي الموضع الذييغور الإنسان فيه، أي يستتر. قال أبو عبيد:كل شي‏ء جزت فيه فغبت فهو مغارة لك، و منهغار الماء في الأرض و غارت العين. و قوله:مُدَّخَلًا قال الزجاج: أصله مدتخل والتاء بعد الدال تبدل دالا، لأن التاءمهموسة، و الدال مهجورة، و هما من مخرجواحد و هو مفتعل من الدخول، كالمتلج منالولوج. و معناه: المسلك الذي يستتربالدخول فيه. قال الكلبي و ابن زيد: نفقاكنفق اليربوع. و المعنى: أنهم لوجدوا مكاناعلى أحد هذه الوجوه الثلاثة، مع أنها شرالأمكنة لَوَلَّوْا إِلَيْهِ أي رجعواإليه. يقال: ولى بنفسه إذا انصرف و ولى غيرهإذا صرفه و قوله: وَ هُمْ يَجْمَحُونَ أييسرعون إسراعا لا يرد وجوههم شي‏ء، و منهذا يقال: جمح الفرس و هو فرس جموح، و هوالذي إذا حمل لم‏

/ 177