[سورة التوبة (9): الآيات 48 الى 49] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

[سورة التوبة (9): الآيات 48 الى 49]

لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْقَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَحَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُاللَّهِ وَ هُمْ كارِهُونَ (48) وَ مِنْهُمْمَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَ لاتَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِسَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌبِالْكافِرِينَ (49)

اعلم أن المذكور في هذه الآية نوع آخر منمكر المنافقين و خبث باطنهم فقال: لَقَدِابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ أيمن قبل واقعة تبوك. قال ابن جريج: هو أناثني عشر رجلا من المنافقين و قفوا علىثنية الوداع ليلة العقبة ليفتكوابالنبي‏صلّى الله عليه وسلّم، و قيلالمراد ما فعله عبداللّه بن أبي يوم أحدحين انصرف عن النبي صلّى الله عليه وسلّممع أصحابه، و قيل: طلبوا صد أصحابك عنالدين و ردهم إلى الكفر و تخذيل الناس عنك،و معنى الفتنة هو الاختلاف الموجب للفرقةبعد الألفة، وهو الذي طلبه المنافقونللمسلمين و سلمهم اللَّه منه، و قوله: وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ تقليب الأمرتصريفه و ترديده لأجل التدبر و التأملفيه، يعني اجتهدوا في الحيلة عليك و الكيدبك.

يقال: في الرجل المتصرف في وجوه الحيلفلان حول قلب، أي يتقلب في وجوه الحيل.

ثم قال تعالى: حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كارِهُونَو المعنى: أن هؤلاء المنافقين كانوامواظبين على وجه الكيد و المكر و إثارةالفتنة و تنفير الناس عن قبول الدين حتىجاء الحق الذي كان في حكم المذاهب، والمراد منه القرآن و دعوة محمد، و ظهر أمراللَّه الذي كان كالمستور و المراد بأمراللَّه الأسباب التي أظهرها اللَّه تعالىو جعلها مؤثرة في قوة شرع محمد عليه الصلاةو السلام، و هم لها كارهون أي و هم لمجي‏ءهذا الحق و ظهور أمر الله كارهون، و فيهتنبيه على أنه لا أثر لمكرهم و كيدهم ومبالغتهم في إثارة الشر، فإنهم منذ كانوافي طلب هذا المكر و الكيد، و اللَّه تعالىرده في نحرهم و قلب مرادهم و أتى بضدمقصودهم، فلما كان الأمر كذلك في الماضي،فهذا يكون في المستقبل.

ثم قال تعالى: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُائْذَنْ لِي وَ لا تَفْتِنِّي يريد ائذنلي في القعود و لا تفتني بسبب الأمربالخروج، و ذكروا فيه وجوها: الأول: لاتفتني أي لا توقعني في الفتنة و هي الإثمبأن لا تأذن لي، فإنك إن منعتني من القعودو قعدت بغير إذنك وقعت في الإثم، و على هذاالتقدير فيحتمل أن يكونوا ذكروه على سبيلالسخرية، و إن يكونوا أيضا ذكروه على سبيلالجد، و إن كان ذلك المنافق منافقا كانيغلب على ظنه كون محمد عليه السلام صادقا،و إن كان غير قاطع بذلك. و الثاني: لا تفتنيأي لا تلقني في الهلاك فإن الزمان زمان شدةالحر و لا طاقة لي بها. والثالث: لا تفتنيفإني إن خرجت معك هلك مالي و عيالي. والرابع: قال الجد بن قيس: قد علمت الأنصارأني مغرم بانساء فلا تفتني ببنات الأصفر،يعني نساء الروم، و لكني أعينك بمالفاتركني، و قرى‏ء وَ لا تَفْتِنِّي منأفتنه أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا والمعنى أنهم يحترزون عن الوقوع في الفتنة،و هم في الحال ما وقعوا إلا في الفتنة، فإنأعظم أنواع الفتنة الكفر باللَّه و رسوله،و التمرد عن قبول التكليف.

و أيضا فهم يبقون خالفين عن المسلمين،خائفين من أن يفضحهم اللَّه، و ينزل آياتفي شرح نفاقهم و في مصحف أبي سقط لأن لفظ منموحد اللفظ مجموع المعنى. قال أهل المعاني:و فيه تنبيه على أن من عصى اللَّه لغرض ما،فإنه تعالى يبطل عليه ذلك الغرض، ألا ترىأن القوم إنما اختاروا القعود لئلا يقعوافي الفتنة،

/ 177