[سورة التوبة (9): آية 70] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أنهم استمتعوا بخلاقهم فأنتم أيهاالمنافقون استمتعم بخلاقكم كما استمتعأولئك بخلاقهم.

فإن قيل: ما الفائدة في ذكر الاستمتاعبالخلاق في حق الأولين مرة ثم ذكره في حقالمنافقين ثانيا ثم ذكره في حق الأولينثالثا.

قلنا: الفائدة فيه أنه تعالى ذم الأولينبالاستمتاع بما أوتوا من حظوظ الدنيا وحرمانهم عن سعادة الآخرة بسبب استغراقهمفي تلك الحظوظ العاجلة، فلما قرر تعالىهذا الذم عاد فشبه حال هؤلاء المنافقينبحالهم، فيكون ذلك نهاية في المبالغة، ومثاله: أن من أراد أن ينبه بعض الظلمة علىقبح ظلمه يقول له: أنت مثل فرعون، كان يقتلبغير جرم و يعذب من غير موجب، و أنت تفعلمثل ما فعله، و بالجملة فالتكرير ههناللتأكيد، و لما بين تعالى مشابهة هؤلاءالمنافقين لأولئك المتقدمين في طلبالدنيا، و في الإعراض عن طلب الآخرة، بينحصول المشابهة بين الفريقين في تكذيبالأنبياء و في المكر و الخديعة و الغدربهم. فقال: وَ خُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُواقال الفراء: يريد كخوضهم الذي خاضوا، ف(الذي) صفة مصدر محذوف دل عليه الفعل.

ثم قال تعالى: أُولئِكَ حَبِطَتْأَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ أي بطلت حسناتهم في الدنيابسبب الموت و الفقر و الانتقال من العز إلىالذل و من القوة إلى الضعف، و في الآخرةبسبب أنهم لا يثابون بل يعاقبون أشدالعقاب وَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَحيث أتعبوا أنفسهم في الرد على الأنبياء والرسل، فما وجدوا منه إلا فوات الخيرات فيالدنيا و الآخرة، و إلا حصول العقاب فيالدنيا و الآخرة، و المقصود أنه تعالى لماشبه حال هؤلاء المنافقين بأولئك الكفاربين أن أولئك الكفار لم يحصل لهم إلا حبوطالأعمال و إلا الخزي و الخسار، مع أنهمكانوا أقوى من هؤلاء المنافقين و أكثرأموالا و أولادا منهم، فهؤلاء المنافقونالمشاركون لهم في هذه الأعمال القبيحةأولى أن يكونوا واقعين في عذاب الدنيا والآخرة، محرومين من خيرات الدنيا والآخرة.

[سورة التوبة (9): آية 70]

أَ لَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَمِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَ عادٍ وَثَمُودَ وَ قَوْمِ إِبْراهِيمَ وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَ الْمُؤْتَفِكاتِأَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِفَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(70)

اعلم أنه تعالى لما شبه المنافقينبالكفار المتقدمين في الرغبة في الدنيا وفي تكذيب الأنبياء و المبالغة فى إيذائهمبين أن أولئك الكفار المتقدمين منهم، فذكرهؤلاء الطوائف الستة، فأولهم قوم نوح واللّه أهلكهم بالإغراق، و ثانيهم: عاد واللّه تعالى أهلكهم بإرسال الريح العقيمعليهم. و ثالثهم: ثمود و اللّه أهلكهمبإرسال الصيحة و الصاعقة. و رابعهم: قومإبراهيم أهلكهم اللّه بسبب سلب النعمةعنهم، و بما روي في الأخبار أنه تعالى سلطالبعوضة على دماغ نمروذ. و خامسهم: قومشعيب و هم أصحاب مدين، و يقال: إنهم من ولدمدين بن إبراهيم، و اللّه تعالى أهلكهمبعذاب يوم الظلة، و المؤتفكات قوم لوطأهلكهم اللّه بأن جعل عالي أرضهم سافلها،و أمطر عليهم الحجارة، و قال الواحدي:الْمُؤْتَفِكاتِ جمع مؤتفكة، و معنىالائتفاك في اللغة الانقلاب، و تلك القرىائتفكت بأهلها، أي انقلبت فصار أعلاهاأسفلها، يقال أفكه فائتفك أي قلبه فانقلب،و على هذا التفسير فالمؤتفكات صفة القرى،و قيل ائتفاكهن انقلاب أحوالهن من الخيرإلى الشر.

و اعلم أنه تعالى قال في الآية الأولى: أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْقَبْلِهِمْ و ذكر هؤلاء الطوائف الستة وإنما

/ 177