[سورة التوبة (9): آية 23] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من الرحمة و الكرامة. أولها: أن البشارة لاتكون إلّا بالرحمة و الإحسان. و الثاني: أنبشارة كل أحد يجب أن تكون لائقة بحاله،فلما كان المبشر ههنا هو أكرم الأكرمين،وجب أن تكون البشارة بخيرات تعجز العقولعن وصفها و تتقاصر الأفهام عن نعتها. والثالث: أنه تعالى سمى نفسه ههنا بالرب وهو مشتق من التربية كأنه قال:

الذي رباكم في الدنيا بالنعم التي لا حدلها و لا حصر لها يبشركم بخيرات عالية وسعادات كاملة. و الرابع: أنه تعالى قال:رَبُّهُمْ فأضاف نفسه إليهم، و ما أضافهمإلى نفسه. والخامس: أنه تعالى قدم ذكرهمعلى ذكب نفسه فقال: يُبَشِّرُهُمْرَبُّهُمْ و السادس: أن البشارة هيالإخبار عن حدوث شي‏ء ما كان معلومالوقوع، أما لو كان معلوم الوقوع لم يكنبشارة، ألا ترى أن الفقهاء قالوا، لو أنرجلا قال من يبشرني من عبيدي بقدوم ولديفهو حر، فأول من أخبر بذلك الخبر يعتق، والذين يخبرون بعده لا يعتقون و إذا كانالأمر كذلك فقوله:

يُبَشِّرُهُمْ لا بد أن يكون إخبارا عنحصول مرتبة من مراتب السعادات ما عرفوهاقبل ذلك، و جميع لذات الجنة و خيراتها وطيباتها قد عرفوه في الدنيا من القرآن، والإخبار عن حصول بشارة فلابد و أن تكون هذهالبشارة بشارة عن سعادات لا تصل العقولإلى وصفها البتة. رزقنا اللّه تعالىالوصول إليها بفضله و كرمه.

و اعلم أنه تعالى لما قال: يُبَشِّرُهُمْرَبُّهُمْ بين الشي‏ء الذي به يبشرهم و هوأمور: أولها: قوله: بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وثانيها: قوله: وَ رِضْوانٍ و أنا أظن والعلم عند اللّه أن المراد بهذين الأمرينما ذكره في قوله: ارْجِعِي إِلى‏ رَبِّكِراضِيَةً مَرْضِيَّةً [الفجر: 28] و الرحمةكون العبد راضيا بقضاء اللّه و ذلك لأن منحصلت له هذه الحالة كان نظره على المبلي والمنعم لا على النعمة و البلاء، و من كاننظره على المبلي و المنعم لم يتغير حاله،لأن المبلي و المنعم منزه عن التغيرفالحاصل أن حاله يجب أن يكون منزها عنالتغير، أما من كان طالبا لمحض النفس كانأبدا في التغير من الفرح إلى الحزن، و منالسرور إلى الغم، و من الصحة إلى الجراحة،و من اللذة إلى الألم، فثبت أن الرحمةالتامة لا تحصل إلا عند ما يصير العبدراضيا بقضاء اللّه فقوله: يُبَشِّرُهُمْرَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ هو أنه يزيلعن قلبه الالتفات إلى غير هذه الحالة، ويجعله راضيا بقضائه. ثم إنه تعالى يصيرراضيا و هو قوله:

وَ رِضْوانٍ و عند هذا تصير هاتانالحالتان هما المذكورتان في قوله:راضِيَةً مَرْضِيَّةً و هذه هي الجنةالروحانية النوانية العقلية القدسيةالإلهية. ثم إنه تعالى بعد أن ذكر هذهالجنة العاليد المقدسة ذكر الجنةالجسمانية، و هي قوله: وَ جَنَّاتٍ لَهُمْفِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيهاأَبَداً و قد سبق شرح هذه المراتب، و لماذكر هذه الأحوال قال: إِنَّ اللَّهَعِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ و المقصود شرحتعظيم هذه الأحوال، و لنختم هذا الفصلببيان أن أصحابنا يقولون إن الخلود يدلعلى طول المكث، و لا يدل على التأبيد، واحتجوا على قولهم في هذا الباب بهذهالآية، و هي قوله تعالى: خالِدِينَ فِيهاأَبَداً و لو كان الخلود يفيد التأبيد،لكان ذكر التأبيد بعد ذكر الخلود تكرارا وأنه لا يجوز.

[سورة التوبة (9): آية 23]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْأَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَعَلَى الْإِيمانِ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْمِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(23)

اعلم أن المقصود من ذكر هذه الآية أن يكونجوابا عن شبهة أخرى ذكروها في أن البراءةمن الكفار غير

/ 177