[سورة التوبة (9): آية 79] - مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يفاوض فيه بعضهم بعضا فيما بينهم، و هومأخوذ من النجوة و هو الكلام الخفي كأنالمتناجيين منعا إدخال غيرهما معهما وتباعدا من غيرهما، و نظيره قوله تعالى: وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا [مريم: 52] و قوله:فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوانَجِيًّا [يوسف: 80] و قوله: فَلاتَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ... وَ تَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى‏ [المجادلة: 9] و قوله: إِذاناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوابَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً[المجادلة: 12].

إذا عرفت الفرق بين السر و النجوى،فالمقصود من الآية كأنه تعالى قال: ألميعلموا أن اللّه يعلم سرهم و نجواهم فكيفيتجرؤن على النفاق الذي الأصل فيهالاستسرار و التناجي فيما بينهم مع علمهمبأنه تعالى يعلم ذلك من حالهم كما يعلمالظاهر، و أنه يعاقب عليه كما يعاقب علىالظاهر؟

ثم قال: وَ أَنَّ اللَّهَ عَلَّامُالْغُيُوبِ‏

و العلام مبالغة في العالم، و الغيب ماكان غائبا عن الخلق. و المراد أنه تعالىذاته تقتضي العلم بجميع الأشياء. فوجب أنيحصل له العلم بجميع المعلومات، فيجب كونهعالما بما في الضمائر و السرائر، فكيفيمكن الاخفاء منه؟ و نظير لفظ علام الغيوبههنا قول عيسى عليه السلام: إِنَّكَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة: 116]فأما وصف اللّه بالعلامة فإنه لا يجوزلأنه مشعر بنوع تكلف فيها يعلم و التكلف فيحق اللّه محال.

[سورة التوبة (9): آية 79]

الَّذِينَ يَلْمِزُونَالْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَفِي الصَّدَقاتِ وَ الَّذِينَ لايَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْفَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُمِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (79)

اعلم أن هذا نوع آخر من أعمالهم القبيحة،و هو لمزهم من يأتي بالصدقات طوعا و طبعا.قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: إن رسولاللّه صلّى الله عليه وسلّم خطبهم ذات يومو حث على أن يجمعوا الصدقات، فجاءه عبدالرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم، و قال:كان لي ثمانية آلاف درهم، فأمسكت لنفسي وعيالي أربعة و هذه الأربعة أقرضتها ربي،فقال: بارك اللّه لك فيما أعطيت و فيماأمسكت. قيل: قبل اللّه دعاء الرسول فيه حتىصالحت امرأته ناضر عن ربع الثمن علىثمانين ألفا، و جاء عمر بنحو ذلك، و جاءعاصم بن عدي الأنصاري بسبعين وسقا من تمرالصدقة، و جاء عثمان بن عفان بصدقة عظيمة،و جاء أبو عقيل بصاع من تمر، و قال: آجرتالليلة الماضية نفسي من رجل لإرسال الماءإلى نخيله، فأخذت صاعين من تمر، فأمسكتأحدهما لعيالي و أقرضت الآخر ربي، فأمررسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بوضعه فيالصدقات. فقال المنافقون على وجه الطعن ماجاؤوا بصدقاتهم إلا رياء و سمعة. و أما أبوعقيل فإنما جاء بصاعه ليذكر مع سائرالأكابر، و اللّه غني عن صاعه، فأنزلاللّه تعالى هذه الآية، و الكلام في تفسيراللمز مضى عند قوله: وَ مِنْهُمْ مَنْيَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ و المطوعونالمتطوعون، و التطوع التنفل، و هو الطاعةللّه تعالى بما ليس بواجب، و سبب إدغامالتاء في الطاء قرب المخرج. قال الليث:

الجهد شي‏ء قليل يعيش به المقل، قالالزجاج: إِلَّا جُهْدَهُمْ و جهدهم بالضمو الفتح. قال الفراء: الضم لغة أهل الحجاز والفتح لغيرهم، و حكى ابن السكيت عنه الفرقبينهما فقال الجهد الطاقة. تقول هذا جهديأي طاقتي.

إذا عرفت هذا فالمراد بالمطوعين فيالصدقات، أولئك الأغنياء الذين أتوابالصدقات الكثيرة و بقوله:

وَ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّاجُهْدَهُمْ أبو عقيل حيث جاء بالصاع منالتمر. ثم حكى عن المنافقين أنهم يسخرونمنهم، ثم بين أن اللّه تعالى سخر منهم.

/ 177