مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و إذا ثبت هذا وجب أن يكون إماما حقا بعدرسول اللّه، إذ لو كانت إمامته باطلةلاستحق اللعن و المقت، و ذلك ينافي حصولمثل هذا التعظيم، فصارت هذه الآية من أدلالدلائل على فضل أبي بكر و عمر رضي اللّهعنهما، و على صحة إمامتهما.

فإن قيل: لم لا يجوز أن يكون المراد من سبقإلى الإسلام من المهاجرين و الأنصار، لأنهؤلاء آمنوا، و في عدد المسلمين في مكة والمدينة قلة و ضعف. فقوي الإسلام بسببهم، وكثر عدد المسلمين بسبب إسلامهم، و قوي قلبالرسول بسبب دخولهم في الإسلام و اقتدىبهم غيرهم، فكان حالهم فيه كحال من سن سنةحسنة فيكون له أجرها و أجر من عمل بها إلىيوم القيامة؟ ثم نقول: هب أن أبا بكر دخلتحت هذه الآية بحكم كونه أول المهاجرين،لكن لم قلتم أنه بقي على تلك الحالة؟ و لملا يجوز أن يقال: إنه تغير عن تلك الحالة، وزالت عنه تلك الفضيلة بسبب إقدامه على تلكالإمامة؟ و الجواب عن الأول: أن حملالسابقين على السابقين في المدة تحكم لادلالة عليه، لأن لفظ السابق مطلق، فلم يكنحمله على السبق في المدة أولى من حمله علىالسبق في سائر الأمور، و نحن بينا أن حملهعلى السبق في الهجرة أولى. قوله: المرادمنه السبق في الإسلام.

قلنا: السبق في الهجرة يتضمن السبق فيالإسلام، و السبق في الإسلام لا يتضمنالسبق في الهجرة، فكان حمل اللفظ علىالسبق في الهجرة أولى. و أيضا فهب أنا نحملاللفظ على السبق في الإيمان، إلا أنا نقول:قوله: وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَصيغة جمع فلا بد من حمله على جماعة، فوجبأن يدخل فيه علي رضي اللّه عنه و غيره، وهبأن الناس اختلفوا في أن إيمان أبي بكر أسبقأم إيمان علي؟ لكنهم اتفقوا على أن أبا بكرمن السابقين الأولين، و اتفق أهل الحديثعلى أن أول من أسلم من الرجال أبو بكر، و منالنساء خديجة، و من الصبيان علي، و منالموالي زيد، فعلى هذا التقدير: يكون أبوبكر من السابقين الأولين، و أيضا قد بيناأن السبق في الإيمان إنما أوجب الفضلالعظيم من حيث إنه يتقوى به قلب الرسولعليه السلام، و يصير هو قدوة لغيره، و هذاالمعنى في حق أبي بكر أكمل، و ذلك لأنه حينأسلم كان رجلا كبير السن مشهورا فيما بينالناس، و اقتدى به جماعة من أكابر الصحابةرضي اللّه عنهم، فإنه نقل أنه لما أسلم ذهبإلى طلحة و الزبير و عثمان بن عفان، و عرضالإسلام عليهم، ثم جاء بهم بعد أيام إلىالرسول عليه السلام، و أسلموا على يدالرسول عليه السلام، فظهر أنه دخل بسببدخوله في الإسلام قوة في الإسلام، و صارهذا قدوة لغيره، و هذه المعاني ما حصلت فيعلي رضي اللّه عنه، لأنه في ذلك الوقت مزيدقوة للإسلام، و ما صار قدوة في ذلك الوقتلغيره، فثبت أن الرأس و الرئيس في قوله: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَالْمُهاجِرِينَ ليس إلا أبا بكر، أما قولهلم قلتم إنه بقي موصوفا بهذه الصفة بعدإقدامه على طلب الإمامة؟ قلنا: قوله تعالى:رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُواعَنْهُ يتناول جميع الأحوال و الأوقاتبدليل أنه لا وقت و لا حال إلا و يصحاستثناؤه منه. فيقال رضي اللّه عنهم إلا فيوقت طلب الإمامة، و مقتضى الاستثناء إخراجما لولاه لدخل تحت اللفظ. أو نقول: إنا بيناأنه تعالى وصفهم بكونهم سابقين مهاجرين، وذلك يقتضي أن المراد كونهم سابقين فيالهجرة، ثم لما وصفهم بهذا الوصف أثبت لهمما يوجب التعظيم، و هو قوله: رَضِيَاللَّهُ‏

/ 177