مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لأن الطاعة لا تكون طاعة إلا عند هذهالرهبة و الرغبة، و حاصل الكلام أن البانيلما بنى ذلك البناء لوجه اللّه تعالى وللرهبة من عقابه، و الرغبة في ثوابه، كانذلك البناء أفضل و أكمل من البناء الذيبناه الباني لداعية الكفر باللّه والإضرار بعباد اللّه،

أما قوله: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُعَلى‏ شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِفِي نارِ جَهَنَّمَ ففيه مباحث:

البحث الأول: قرأ ابن عامر و حمزة و أبوبكر عن عاصم جُرُفٍ ساكنة الراء و الباقونبضم الراء

و هما لغتان، جرف و جرف كشغل و شغل و عنق وعنق.

البحث الثاني:

قال أبو عبيدة: الشفاالشفير، و شفا الشي‏ء حرفه،

و منه يقال أشفى على كذا إذا دنا منه، والجرف هو ما إذا سال السيل و انحرف الواديو يبقى على طرف السيل طين واه مشرف علىالسقوط ساعة فساعة. فذلك الشي‏ء هو الجرف،و قوله: هارٍ قال الليث: الهور مصدر هارالجرف يهور، إذا انصدع من خلفه، و هو ثابتبعد في مكانه، و هو جرف هار هائر، فإذا سقطفقد انهار و تهور.

إذا عرفت هذه الألفاظ فنقول: المعنى أفمنأسس بنيان دينه على قاعدة قوية محكمة و هيالحق الذي هو تقوى اللّه و رضوانه خير، أمنأسس على قاعدة هي أضعف القواعد و أقلهابقاء، و هو الباطل؟ و النفاق الذي مثله مثلشفا جرف هار من أودية جهنم فلكونه شَفاجُرُفٍ هارٍ كان مشرفا على السقوط، ولكونه على طرف جهنم، كان إذا انهار فإنماينهار في قعر جهنم، و لا نرى في العالممثالا أكثر مطابقة لأمر المنافقين من هذاالمثال! و حاصل الكلام أن أحد البناءين قصدبانيه ببنائه تقوى اللّه و رضوانه، والبناء الثاني قصد بانيه ببنائه المعصية والكفر، فكان البناء الأول شريفا واجبالإبقاء، و كان الثاني خسيسا واجب الهدم.

ثم قال تعالى: لا يَزالُ بُنْيانُهُمُالَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِيقُلُوبِهِمْ‏

و المعنى: أن بناء ذلك البنيان صار سببالحصول الريبة في قلوبهم، فجعل نفس ذلكالبنيان ريبة لكونه سببا للريبة. و في كونهسببا للريبة وجوه:

الأول: أن المنافقين عظم فرحهم ببناء مسجدالضرار، فلما أمر الرسول صلّى الله عليهوسلّم بتخريبه ثقل ذلك عليهم و ازدادبغضهم له و ازداد ارتيابهم في نبوته.الثاني: أن الرسول عليه الصلاة و السلاملما أمر بتخريب ذلك المسجد ظنوا أنه إنماأمر بتخريبه لأجل الحسد، فارتفع أمانهمعنه و عظم خوفهم منه في كل الأوقات، وصاروا مرتابين في أنه هل يتركهم على ما همفيه أو يأمر بقتلهم و نهب أموالهم؟ الثالث:أنهم اعتقدوا أنهم كانوا محسنين في بناءذلك المسجد، فلما أمر الرسول عليه الصلاةو السلام بتخريبه بقوا شاكين مرتابين فيأنه لأي سبب أمر بتخريبه؟ الرابع: بقواشاكين مرتابين في أن اللّه تعالى هل يغفرتلك المعصية؟ أعني سعيهم في بناء ذلكالمسجد، و الصحيح هو الوجه الأول.

ثم قال: إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَقُلُوبُهُمْ‏

و فيه مباحث:

البحث الأول:

قرأ ابن عامر و حفص عن عاصم وحمزة أَنْ تَقَطَّعَ بفتح التاء و الطاءمشددة بمعنى تتقطع، فحذفت إحدى التاءين، والباقون بضم التاء و تشديد الطاء على ما لميسم فاعله، و عن ابن كثير تَقَطَّعَ بفتحالطاء و تسكين القاف قُلُوبِهِمْ بالنصبأي تفعل أنت بقلوبهم هذا القطع، و قوله:تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ أي تجعل قلوبهمقطعا، و تفرق أجزاء إما بالسيف و إمابالحزن و البكاء، فحينئذ تزول تلك الريبة.

و المقصود أن هذه الريبة باقية في قلوبهمأبدا و يموتون على هذا النفاق. و قيل: معناهإلا أن يتوبوا توبة تنقطع بها قلوبهم ندماو أسفا على تفريطهم. و قيل حتى تنشق قلوبهمغما و حسرة، و قرأ الحسن إلى أن و في قراءة

/ 177