مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعالى: وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ[الأحزاب: 10] و قوله: لَقَدْ صَدَقَكُمُاللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْبِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ [آلعمران: 152] الآية، و المقصود منه وصفالمهاجرين و الأنصار بأنهم اتبعوا الرسولعليه السلام في الأوقات الشديدة و الأحوالالصعبة، و ذلك يفيد نهاية المدح و التعظيم.

ثم قال تعالى: مِنْ بَعْدِ ما كادَيَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ و فيهمباحث:

البحث الأول:

فاعل كادَ يجوز أن يكونقُلُوبُ‏

و التقدير: كاد قلوب فريق منهم تزيغ، ويجوز أن يكون فيه ضمير الأمر و الشأن، والفعل و الفاعل تفسير للأمر و الشأن، والمعنى: كادوا لا يثبتون على اتباع الرسولعليه الصلاة و السلام في تلك الغزوة لشدةالعسرة.

البحث الثاني:

قرأ حمزة و حفص عن عاصميَزِيغُ بالياء لتقدم الفعل،

و الباقون بالتاء لتأنيث قلوب، و في قراءةعبد اللّه من بعد ما زاغت قلوب فريق منهم.

البحث الثالث:

(كاد) عند بعضهم تفيدالمقاربة فقط،

و عند آخرين تفيد المقاربة مع عدم الوقوع،فهذه التوبة المذكورة توبة عن تلكالمقاربة، و اختلفوا في ذلك الذي وقع فيقلوبهم. فقيل: هم بعضهم عند تلك الشدةالعظيمة أن يفارق الرسول، لكنه صبر واحتسب. فلذلك قال تعالى: ثُمَّ تابَعَلَيْهِمْ لما صبروا و ثبتوا و ندموا علىذلك الأمر اليسير. و قال الآخرون بل كانذلك لحديث النفس الذي يكون مقدمة العزيمة،فلما نالتهم الشدة وقع ذلك في قلوبهم و معذلك تلافوا هذا اليسير خوفا منه أن يكونمعصية. فلذلك قال تعالى: ثُمَّ تابَعَلَيْهِمْ.

فإن قيل: ذكر التوبة في أول الآية و فيآخرها فما الفائدة في التكرار؟

قلنا: فيه وجوه:

الوجه الأول:

أنه تعالى ابتدأ بذكر التوبةقبل ذكر الذنب تطييبا لقلوبهم، ثم ذكرالذنب ثم أردفه مرة أخرى بذكر التوبة، والمقصود منه تعظيم شأنهم.

و الوجه الثاني:

أنه إذا قيل: عفا السلطانعن فلان ثم عفا عنه، دل ذلك على أن ذلكالعفو عفو متأكد بلغ الغاية القصوى فيالكمال و القوة، قال عليه الصلاة و السلام:«إن اللّه ليغفر ذنب الرجل المسلم عشرينمرة» و هذا معنى قول ابن عباس في قوله:ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ يريد آزداد عنهمرضا.

و الوجه الثالث:

أنه قال: لَقَدْ تابَاللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِالَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِالْعُسْرَةِ و هذا الترتيب يدل على أنالمراد أنه تعالى تاب عليهم من الوساوسالتي كانت تقع في قلوبهم في ساعة العسرة،ثم إنه تعالى زاد عليه فقال: مِنْ بَعْدِما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍمِنْهُمْ فهذه الزيادة أفادت حصول وساوسقوية، فلا جرم أتبعها تعالى بذكر التوبةمرة أخرى لئلا يبقى في خاطر أحدهم شك فيكونهم مؤاخذين بتلك الوساوس.

ثم قال تعالى: إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌرَحِيمٌ‏

و هما صفتان للّه تعالى و معناهما متقارب،و يشبه أن تكون الرأفة عبارة عن السعي فيإزالة الضر، و الرحمة عبارة عن السعي فيإيصال المنفعة. و قيل: إحداهما للرحمةالسالفة، و الأخرى للمستقبلة.

/ 177