لا يقال أحميت على الحديد،بل يقال: أحميت الحديدفما الفائدة في قوله: يَوْمَ يُحْمىعَلَيْها.
و الجواب:
ليس المراد أن تلك الأموال تحمىعلى النار، بل المراد أن النار تحمى علىتلك الأموال التي هي الذهب و الفضة، أييوقد عليها نار ذات حمى و حر شديد، و هومأخوذ من قوله: نارٌ حامِيَةٌ [القارعة: 11]و لو قيل يوم تحمى لم يفد هذه الفائدة.فإن قالوا: لما كان المراد يوم تحمى النارعليها، فلم ذكر الفعل؟قلنا: لأن النار تأنيثها لفظي، و الفعلغير مسند في الظاهر إليه، بل إلى قوله:عَلَيْها فلا جرم حسن التذكير و التأنيث وعن ابن عامر أنه قرأ تحمى بالتاء.السؤال الثاني: ما الناصب لقوله: يَوْمَ.
الجواب:
التقدير فبشرهم بعذاب أليم يوميحمى عليها.
السؤال الثالث:
لم خصت هذه الأعضاء؟و الجواب لوجوه: أحدها: أن المقصود من كسبالأموال حصول فرح في القلب يظهر أثره فيالوجوه، و حصول شبع ينتفخ بسببه الجنبان،و لبس ثياب فاخرة يطرحونها على ظهورهم،فلما طلبوا تزين هذه الأعضاء الثلاثة، لاجرم حصل الكي على الجباه و الجنوب والظهور. و ثانيها: أن هذه الأعضاء الثلاثةمجوفة، قد حصل في داخلها آلات ضعيفة يعظمتألمها بسبب وصول أدنى أثر إليها بخلافسائر الأعضاء. و ثالثها: قال أبو بكرالوراق: خصت هذه المواضع بالذكر لأن صاحبالمال إذا رأى الفقير بجنبه تباعد عنه وولى ظهره. و رابعها:أن المعنى أنهم يكوون على الجهات الأربع،إما من مقدمه فعلى الجبهة، و إما من خلفهفعلى الجبهة، و إما من خلفه فعلى الظهور، وإما من يمينه و يساره فعلى الجنبين. وخامسها: أن ألطف أعضاء الإنسان جبينه والعضو المتوسط في اللطافة و الصلابة جنبه،و العضو الذي هو أصلب أعضاء الإنسان ظهره،فبين تعالى أن هذه الأقسام الثلاثة منأعضائه تصير مغمورة في الكي، و الغرض منهالتنبيه على أن ذلك الكي يحصل في تلكالأعضاء. و سادسها: أن كمال حال بدنالإنسان في جماله و قوته أما الجمال فمحلهالوجه، و أعز الأعضاء في الوجه الجبهة،فإذا وقع الكي في الجبهة، فقد زال الجمالبالكلية، و أما القوة فمحلها الظهر والجنبان، فإذا حصل الكي عليها فقد زالتالقوة عن البدن، فالحاصل: أن حصول الكي فيهذه الأعضاء الثلاثة يوجب زوال الجمال وزوال القوة، و الإنسان إنما طلب الماللحصول الجمال و لحصول القوة.
السؤال الرابع:
الذي يجعل كيا على بدنالإنسان هو كل ذلك المال أو القدر الواجبمن الزكاة.
و الجواب:
مقتضى الآية: الكل لأنه لما يخرجمنه لم يكن الحق منه جزءا معينا، بل لا جزءإلا و الحق متعلق به، فوجب أن يعذبه اللّهبكل الأجزاء.ثم إنه تعالى قال: هذا ما كَنَزْتُمْلِأَنْفُسِكُمْ و التقدير: فيقال لهم: هذاما كنزتم لأنفسكم فذوقوا