مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قلنا: إن هذا المعنى غير مستبعد فيالشرائع، فإن أمثلته كثيرة ألا ترى أنهتعالى ميز البلد الحرام عن سائر البلادبمزيد الحرمة، و ميز يوم الجمعة عن سائرأيام الأسبوع بمزيد الحرمة، و ميز يومعرفة عن سائر الأيام بتلك العبادةالمخصوصة، و ميز شهر رمضان عن سائر الشهوربمزيد حرمة و هو و جوب الصوم و ميز بعضساعات اليوم بوجوب الصلاة فيها و ميز بعضالليالي عن سائرها و هي ليلة القدر، و ميزبعض الأشخاص عن سائر الناس بإعطاء خلعةالرسالة. و إذا كانت هذه الأمثلة ظاهرةمشهورة، فأي استبعاد في تخصيص بعض.

الأشهر بمزيد الحرمة، ثم نقول: لا يبعد أنيعلم اللّه تعالى أن و قوع الطاعة في هذهالأوقات أكثر تأثيرا في طهارة النفس، ووقوع المعاصي فيها أقوى تأثيرا في خبثالنفس، و هذا غير مستبعد عند الحكماء، ألاترى أن فيهم من صنف كتبا في الأوقات التيترجى فيها إجابة الدعوات، و ذكروا أن تلكالأوقات المعينة حصلت فيها أسباب توجبذلك. و سئل النبي عليه الصلاة و السلام: أيالصيام أفضل؟ فقال عليه الصلاة و السلام:«أفضله بعد صيام شهر رمضان صيام شهر اللّهالمحرم» و قال عليه الصلاة و السلام: «منصام يوما من أشهر اللّه الحرم كان له بكليوم ثلاثون يوما» و كثير من الفقهاء غلظواالدية على القاتل بسبب وقوع القتل في هذهالأشهر، و فيه فائدة أخرى: و هي أن الطباعمجبولة على الظلم و الفساد و امتناعهم منهذه القبائح على الإطلاق شاق عليهم،فاللَّه سبحانه و تعالى خص بعض الأوقاتبمزيد التعظيم و الاحترام، و خص بعضالأماكن بمزيد التعظيم و الاحترام، حتى إنالإنسان ربما امتنع في تلك الأزمنة و فيتلك الأمكنة من القبائح و المنكرات، و ذلكيوجب أنواعا من الفضائل و الفوائد: أحدها:أن ترك تلك القبائح في تلك الأوقات أمرمطلوب، لأنه يقل القبائح.

وثانيها: أنه لما تركها في تلك الأوقاتفربما صار تركه لها في تلك الأوقات سببالميل طبعه إلى الإعراض عنها مطلقا. وثالثها: أن الإنسان إذا أتى بالطاعات فيتلك الأوقات و أعرض عن المعاصي فيها، فبعدانقضاء تلك الأوقات لو شرع في القبائح والمعاصي صار شروعه فيها سببا لبطلان ماتحمله من العناء و المشقة في أداء تلكالطاعات في تلك الأوقات، و الظاهر من حالالعاقل أن لا يرضى بذلك فيصير ذلك سببالاجتنابه عن المعاصي بالكلية، فهذا هوالحكمة في تخصيص بعض الأوقات و بعض البقاعبمزيد التعظيم و الاحترام.

ثم قال تعالى: ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُو فيه بحثان:

البحث الأول:

أن قوله: ذلِكَ إشارة إلىقوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَاللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً

لا أزيد و لا أنقص أو إلى قوله: مِنْهاأَرْبَعَةٌ حُرُمٌ و عندي أن الأول أولى،لأن الكفار سلموا أن أربعة منها حرم، إلاأنهم بسبب الكبسة ربما جعلوا السنة ثلاثةعشر شهرا، و كانوا يغيرون مواقع الشهور، والمقصود من هذه الآية الرد على هؤلاء،فوجب حمل اللفظ عليه.

البحث الثاني:

في تفسير لفظ الدين وجوه:

الأول: أن الدين قد يراد به الحساب. يقال:الكيس من دان نفسه أي حاسبها، و القيممعناه المستقيم فتفسير الآية على هذاالتقدير، ذلك الحساب المستقيم الصحيح والعدل المستوفى. الثاني: قال الحسن: ذلكالدين القيم الذي لا يبدل و لا يغير،فالقيم ههنا بمعنى القائم الذي لا يبدل ولا يغير، الدائم الذي لا يزول، و هو الدينالذي فطر الناس عليه. الثالث: قال بعضهم:المراد أن هذا التعبد هو الدين اللازم فيالإسلام. و قال القاضي: حمل لفظ الدين علىالعبادة أولى من حمله على الحساب، لأنهمجاز فيه، و يمكن أن يقال: الأصل في لفظالدين الانقياد يقال: يا من دانت لهالرقاب، أي‏

/ 177