مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الوجه الثاني:

و هو أن كثرة المال، توجب شدة القوة و كمالالقدرة، و تزايد المال يوجب تزايد القدرة،و تزايد القدرة يوجب تزايد الالتذاذ بتلكالقدرة، و تزايد تلك اللذات، يدعو الإنسانإلى أن يسعى في تحصيل المال الذي صار سببالحصول هذه اللذات المتزايدة، و بهذاالطريق تصير المسألة مسألة الدور، لأنهإذا بالغ في السعي ازداد المال و ذلك يوجبازدياد القدرة، و هو يوجب ازدياد اللذة وهو يحمل الإنسان على أن يزيد في طلب المال،و لما صارت المسألة مسألة الدور، لم يظهرلها مقطع و لا آخر، فأثبت الشرع لها مقطعاو آخرا و هو أنه أوجب على صاحبه صرف طائفةمن تلك الأموال إلى الإنفاق في طلب مرضاةاللّه تعالى ليصرف النفس عن ذلك الطريقالظلماني الذي لا آخر له و يتوجه إلى عالمعبودية اللّه و طلب رضوانه.

و الوجه الثالث:

أن كثرة المال سبب لحصول الطغيان و القسوةفي القلب، و سببه ما ذكرنا من أن كثرةالمال سبب لحصول القدرة، و القدرة محبوبةلذاتها، و العاشق إذا وصل لمعشوقه استغرقفيه، فالإنسان يصير غرقا في طلب المال،فإن عرض له مانع يمنعه عن طلبه استعانبماله و قدرته على دفع ذلك المانع، و هذاهو المراد بالطغيان، و إليه الإشارة بقولهسبحانه و تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَلَيَطْغى‏ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى‏ [العلق:6، 7] فإيجاب الزكاة يقلل الطغيان و يردالقلب إلى طلب رضوان الرحمن.

و الوجه الرابع:

أن النفس الناطقة لها قوتان، نظرية وعملية، فالقوة النظرية كمالها في التعظيملأمر اللّه، و القوة العملية كمالها فيالشفقة على خلق اللّه، فأوجب اللّه الزكاةليحصل لجوهر الروح هذا الكمال و هو اتصافهبكونه محسنا إلى الخلق ساعيا في إيصالالخيرات إليهم دافعا للآفات عنهم، و لهذاالسر قال عليه الصلاة و السلام: «تخلقوابأخلاق اللّه».

و الوجه الخامس:

أن الخلق إذا علموا في الإنسان كونه ساعيافي إيصال الخيرات إليهم، و في دفع الآفاتعنهم أحبوه بالطبع و مالت نفوسهم إليه لامحالة، على ما قاله عليه الصلاة و السلام:«جبلت القلوب على حب من أحسن إليها و بغضمن أساء إليها» فالفقراء إذا علموا أنالرجل الغني يصرف إليهم طائفة من ماله، وأنه كلما كان ماله أكثر كان الذي يصرفهإليهم من ذلك المال أكثر، أمدوه بالدعاء والهمة، و للقلوب آثار و للأرواح حرارةفصارت تلك الدعوات سببا لبقاء ذلك الإنسانفي الخير و الخصب، و إليه الإشارة بقولهتعالى: وَ أَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَفَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ [الرعد: 17] وبقوله عليه الصلاة و السلام: «حصنواأموالكم بالزكاة».

و الوجه السادس:

أن الاستغناء عن الشي‏ء أعظم منالاستغناء بالشي‏ء، فإن الاستغناءبالشي‏ء يوجب الاحتياج إليه، إلا أنهيتوسل به إلى الاستغناء عن غيره، فأماالاستغناء عن الشي‏ء فهو الغنى التام، ولذلك فإن الاستغناء عن الشي‏ء صفة الحق، والاستغناء بالشي‏ء صفة الخلق، فاللّهسبحانه لما أعطى بعض عبيده أموالا كثيرةفقد رزقه نصيبا وافرا من باب الاستغناءبالشي‏ء. فإذا أمره بالزكاة كان المقصودأن ينقله من درجة الاستغناء بالشي‏ء، إلىالمقام الذي هو أعلى منه، و أشرف منه و هوالاستغناء عن الشي‏ء.

و الوجه السابع:

أن المال سمي مالا لكثرة ميل كل أحد إليه،فهو غاد ورائح، و هو سريع الزوال مشرف علىالتفرق، فما دام يبقى في يده كان كالمشرفعلى الهلاك و التفرق. فإذا أنفقه الإنسانفي وجوه البر و الخير و المصالح بقي بقاءلا يمكن زواله، فإنه يوجب المدح الدائم فيالدنيا و الثواب الدائم في الآخرة، وسمعت‏

/ 177